أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة المصرية ركزت خلال الفترة الأخيرة على عرض القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة أمام المجتمع الدولي، مشددًا على أن القوات المسلحة المصرية وقفت بقوة لحماية حدود الوطن وصون أمنه القومي في ظل الظروف الإقليمية الدقيقة التي تمر بها المنطقة.

ثوابت الدولة المصرية

وأوضح مدبولي، خلال مؤتمر صحفي اليوم، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي شدد على ثوابت الموقف المصري الداعم للقضية الفلسطينية، والمتمثلة في التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وضرورة الوصول إلى حل عادل وشامل يحقق السلام والاستقرار في المنطقة.

وأضاف رئيس الوزراء أن مصر تثق في خطواتها المقبلة نحو بدء التشاور بشأن تنفيذ خطة التسوية في غزة، مؤكدًا أن القيادة المصرية تعمل بخطى ثابتة ومدروسة لضمان التوصل إلى اتفاق يُنهي معاناة الشعب الفلسطيني ويفتح الباب أمام سلام دائم.

وأشار مدبولي إلى أن قمة شرم الشيخ للسلام كانت ولا تزال إحدى أهم المحطات السياسية في السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن مصر كانت دائمًا في طليعة الدول الداعية للسلام في الشرق الأوسط، حيث كانت أول دولة اتخذت خطوة حقيقية نحو تحقيقه بقيادة الزعيم الراحل أنور السادات، مضيفًا أن الدولة المصرية اليوم تسير على النهج ذاته في السعي إلى اتفاق شامل يعيد الحقوق إلى أصحابها ويؤسس لسلام دائم ومستقر في المنطقة.

مؤتمر شرم الشيخ للسلام.. الحدث الأبرز في 2025

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مؤتمر شرم الشيخ للسلام يُعد الحدث الأبرز في عام 2025، مشيرًا إلى أن المؤتمر عُقد برئاسة مشتركة بين جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، وبمشاركة أكثر من 20 زعيمًا من قادة العالم، واصفًا الحدث بأنه محطة فارقة في مسار السلم الإقليمي وإحدى أهم المبادرات الدبلوماسية في تاريخ المنطقة.

وأوضح رئيس الوزراء أن اتفاق شرم الشيخ للسلام كان له دور حاسم في إنهاء الحرب الشرسة على قطاع غزة التي استمرت لمدة عامين متتاليين، مؤكدًا أن الاتفاق جاء ثمرة جهود دبلوماسية مكثفة شاركت فيها مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا، وأسهم بشكل مباشر في وقف التصعيد العسكري وتهيئة الأجواء للحل السياسي العادل.

مصر وقفت بثبات إلى جانب غزة

وأضاف مدبولي أن مصر، قيادةً وشعبًا وقواتٍ مسلحةً ودبلوماسيةً، وقفت بثبات وسط مشاهد الحرب والمعاناة التي شهدها قطاع غزة، ولم تتردد لحظة في مساندة الأشقاء الفلسطينيين والدفاع عن قضيتهم العادلة.

وأكد رئيس الوزراء أن القوات المسلحة المصرية كانت تقف شامخة على حدود الوطن لحماية الأمن القومي المصري، مشددًا على أن الدولة لم ولن تفرّط في أي من حقوقها الوطنية، وأن مصر ستظل دائمًا مدافعة عن سيادتها ومساندة للقضايا العربية العادلة، انطلاقًا من مسؤوليتها التاريخية ودورها المحوري في المنطقة.

استمرار الجهود الإنسانية المصرية

وأشار مدبولي إلى أن الجهود المصرية مستمرة بالتنسيق مع الأطراف المعنية لضمان تنفيذ آليات دخول المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة، مؤكدًا أن مصر لم ولن تتوانى عن أداء دورها الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الظروف الكارثية التي يعيشها القطاع منذ اندلاع الحرب.

وشدد على أن الموقف الإنساني لمصر ثابت لا يتغير، وأنها تعمل دومًا على تخفيف معاناة المدنيين ودعم المستشفيات والقطاعات الحيوية في غزة، في إطار التزامها الأخلاقي والإنساني والعربي تجاه الشعب الفلسطيني.

إعادة إعمار غزة أولوية وطنية

وأكد رئيس مجلس الوزراء أن ملف إعادة إعمار قطاع غزة يحظى بأولوية قصوى لدى الدولة المصرية، موضحًا أن الحكومة بدأت فعليًا في التخطيط والتنسيق لتنفيذ مشروعات إعادة الإعمار بالتعاون مع شركاء دوليين ومنظمات إقليمية، بهدف إعادة الحياة إلى القطاع الذي أنهكته الحرب والحصار الطويل.

وأشار إلى أن مصر تتحرك في هذا الملف من منطلق مسؤوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن القاهرة ستواصل دورها في دعم الاستقرار والتنمية في غزة بالتوازي مع جهودها السياسية والدبلوماسية الرامية إلى تحقيق سلام شامل ومستدام في المنطقة.

واختتم مدبولي تصريحاته بالتأكيد على أن مصر ستظل على عهدها، مدافعة عن حقوق الشعوب العربية، حريصة على أمنها القومي، ومتمسكة بمبادئها الثابتة في دعم السلام العادل والتنمية الإقليمية، بما يعزز مكانتها كقوة إقليمية رائدة تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.