تنظيمات إسلامية مغربية ترفض خطة الرئيس الأمريكي في قطاع غزة - بلس 48

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أدانت التنظيمات المغربية التي أشرفت على تنظيم وقفات واحتجاجات مناصرة للقضية الفلسطينية منذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، في حديثها لجريدة هسبريس الإلكترونية، الخطة التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص قطاع غزة.

واعتبرت التنظيمات ذاتها أن هذه الخطة، المتكونة من عشرين بندا، مجرد استمرار لسياسة المراوغة التي يعتمدها ترامب لتهجير الفلسطينيين وتقديمهم على طبق من ذهب لدولة الاحتلال الإسرائيلي. وأكدت أن ما يروج في وسائل الإعلام مجرد دعايات، بينما الميدان لا يزال يشهد تقتيلا يوميا للمدنيين على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، والمقاومة لا تزال تحارب من مواقعها عبر الأنفاق.

مراوغة سياسية

أكد رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أوس الرمال، أن الخطة التي يطرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تعدو كونها استمرارا للمراوغات التي ميزت خطابه السياسي منذ البداية، معتبرا أنها لا تخدم القضية الفلسطينية بأي شكل من الأشكال.

وأضاف الرمال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن قراءة متأنية لهذا المخطط من بدايته إلى نهايته تكشف بوضوح أنه يهدف إلى تهجير جميع الفلسطينيين من قطاع غزة، وأن هذه الخطة عاجزة عن خدمة المقاومة الفلسطينية بأي شكل.

وفي معرض رده على سؤال حول احتمال قبول حركة حماس بهذا المقترح، قال رئيس حركة التوحيد والإصلاح: “من غير المتوقع أن تقبل حماس بهذا الطرح نهائيا. وحتى إن حدث ذلك، فإن قبوله سيكون نتيجة للظروف الصعبة التي تمر بها الحركة”، مشيرا إلى أن حركة التوحيد والإصلاح تتواصل مع المقاومة وتتلقى أخبارها من حين لآخر، لكنه نفى علمه بالظروف التي يعيشوها المقاومون، قائلا: “لا يعلمها إلا هم أنفسهم، لأنهم يقودون المعركة على الأرض”.

وأكد الرمال أن ما لم تستطع إسرائيل تحقيقه بالتجويع والتقتيل وتدمير القطاع، ستحققه خطة ترامب هذه بكل سهولة. وشدد على أن حركته ترفض هذه الخطة كما رفضت من قبل جميع ما قام به الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني. وقد أكدت “التوحيد والإصلاح” ذلك من خلال بلاغ نشرته اليوم، أدانت فيه الأفعال العدوانية ضد أسطول الصمود العالمي.

كلام للاستهلاك

محمد الغفري، المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، قال إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي امتداد لسياسته منذ البداية، القائمة على التهجير. وأضاف أن هذا التوجه بدأ فعليا بتهجير مجموعة من الفلسطينيين من القطاع إلى صحراء سيناء.

وأضاف الغفري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الرئيس ترامب دأب على إعطاء وعود على شكل فخاخ للمقاومة، مستشهدا بدعوتهم الأخيرة إلى المفاوضات في قطر. وأشار إلى أن “ترامب قال للمفاوضين الفلسطينيين إن إسرائيل قبلت بكل ما طرحه عليها، ولم يبق إلا أن يأتوا إلى قطر للتفاوض، لكن إسرائيل تدخلت وقامت بمحاولة اغتيالهم والهجوم على دولة قطر حينما استجابوا للدعوة.”

وبخصوص قبول حماس بالمفاوضات، قال الغفري إن “المقاومة من الصعب أن تقبل بهذا النوع من المفاوضات، وحتى لو تم ذلك، فسيكون الأمر مقتصرا على المستوى السياسي، حيث إن الجناح السياسي للمقاومة قد يفاوض مع أمريكا وإسرائيل بوساطة قطر، بينما الكتائب العسكرية والفصائل المسلحة للمقاومة ستظل تواصل نضالها العسكري وتقاتل من داخل الأنفاق ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.”

وأشار المتحدث إلى أنه يعتبر الكلام الذي يقوله ترامب وما يروج عبر وسائل الإعلام “مجرد كلام لاستهلاك لا أساس له من الصحة. ففي الوقت الذي يروج فيه هذا الكلام عن الهدنة والسلام، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يواصل تقتيل المدنيين وتدمير القطاع.”

وتفاعلا مع سؤال هسبريس حول ما إذا كانت هذه الخطة تمثل امتدادا لسياسة التهجير التي دعا لها الرئيس الأمريكي في بداية ولايته، قال الغفري إن مخطط التهجير لم يتوقف، بل استمر منذ البداية. وأضاف أن المنتجع السياحي الأمريكي الذي تحدث عنه ترامب في قطاع غزة، وكذلك المخطط السياسي المرتبط به، “يعكس رؤية أمريكية حقيقية تسعى لتحقيقها، ويبدو أن ترامب يرى نفسه قريبا من تحقيق هذه الرؤية.”

خضوع وانهزام

رشيد فلولي، منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة، قال إن “خطة دونالد ترامب هي خطة استعمارية أمريكية من نوع جديد، تشبه إلى حد كبير خطة الانتداب الإنجليزي التي كانت سائدة في مناطق المشرق العربي قديما”. وأضاف أن هذه الخطة “تمثل انتدابا أمريكيا في قطاع غزة، وأنها تهدف إلى تدمير إرادة الشعب الفلسطيني وفرض الاستبداد عليه.”

وذكر فلولي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بتأثر بالغ، أن “قبول الدول العربية بخطة ترامب هو خضوع وانبطاح وانهزام مرفوض كليا”، موردا أن “العرب أصبحوا يخافون من دونالد ترامب أكثر مما يخافون من الله”، مؤكدا أن “هذا الوضع غير مقبول.”

وحول قبول حماس بالمفاوضات، رد المتحدث بأن “المقاومة تعرف ماذا تفعل وتعرف كيف تتصرف، وهي الأعلم بالظروف. ومع ذلك، نحن كهيئة ندين ونستنكر هذه الخطة والتصرفات التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، التي تستهدف الشعب الفلسطيني وتوجّه ضده.”

وفي تفاعله مع سؤال هسبريس: هل يمكن أن تنجح حماس في المفاوضات ولو إلى الوصول إلى اتفاق حل الدولتين، قال المتحدث إن “ذلك مجرد وهم، وهذا الحل لم يعد مطروحا”.

وأضاف أن “تصريحات نتنياهو الأخيرة لوسائل الإعلام تؤكد أن لا وجود لدولة فلسطينية، وأن هذا هو الموقف الرسمي لإسرائيل والولايات المتحدة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق