طفرة أسعار النحاس العالمية تمنح ... - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشهد أسعار النحاس العالمية ارتفاعًا غير مسبوق منذ أكثر من عام ونصف، ما يمنح كلًّا من جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا دفعة مالية قوية ويضع البلدين في موقع اقتصادي متميز، باعتبارهما من أكبر منتجي النحاس في القارة الأفريقية والعالم.

فقد ارتفعت أسعار النحاس في الأسواق العالمية لتتجاوز حاجز 10 آلاف دولار للطن الواحد خلال تعاملات الأسبوع الجاري، مدفوعة بتزايد الطلب العالمي على المعادن المستخدمة في الصناعات الكهربائية والطاقة المتجددة، إلى جانب تراجع الإمدادات من بعض الدول المنتجة.

مكاسب اقتصادية متوقعة

وتُعد زامبيا والكونغو الديمقراطية من أكبر مصدّري النحاس في العالم، إذ يشكل المعدن الأحمر أكثر من 70% من عائدات التصدير في زامبيا، ونحو 45% من الناتج المحلي الإجمالي للكونغو الديمقراطية. ومع استمرار ارتفاع الأسعار، يتوقع محللون أن تحقق الدولتان عوائد مالية قياسية خلال الربع الأخير من عام 2025، ما يساهم في تعزيز إيرادات الموازنات العامة وتخفيف الضغوط على العملات المحلية.

ووفقًا لتقارير اقتصادية حديثة، فإن ارتفاع أسعار النحاس يفتح أمام البلدين فرصًا كبيرة لتقليص العجز المالي وزيادة الإنفاق على مشروعات البنية التحتية والتعليم والصحة، فضلًا عن تحسين أوضاع العمالة في قطاع التعدين الذي يمثل العمود الفقري للاقتصادين الزامبي والكونغولي.

تأثير مباشر على الأسواق المالية

وشهدت بورصات التعدين في كلٍّ من لوساكا وكينشاسا موجة صعود قوية لأسهم شركات التعدين المحلية والعالمية العاملة في المنطقة، مثل شركتي "جلينكور" و"فيرست كوانتوم"، اللتين تستثمران مليارات الدولارات في مناجم النحاس بالبلدين.

ويؤكد مراقبون أن استمرار ارتفاع الأسعار سيؤدي إلى زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر نحو إفريقيا الوسطى والجنوبية، في ظل مساعي الشركات العالمية لتأمين إمدادات مستقرة من المعادن الضرورية للتحول الأخضر وصناعة البطاريات والمركبات الكهربائية.

تحديات بيئية وتشغيلية

ورغم المكاسب المالية المتوقعة، تواجه الدولتان تحديات تتعلق بضرورة تحسين البنية التحتية للنقل والطاقة اللازمة لدعم عمليات الاستخراج والتصدير، إضافة إلى تعزيز معايير الاستدامة البيئية في مواقع التعدين، خاصة مع تزايد المطالبات الدولية بالالتزام بممارسات إنتاج مسؤولة وصديقة للبيئة.

كما تبرز الحاجة إلى إعادة التفاوض على بعض عقود التعدين القديمة لضمان حصول الحكومات على حصة عادلة من الأرباح، بما يحقق توازنًا بين مصالح المستثمرين الأجانب والتنمية المحلية المستدامة.

فرص لتعزيز التكامل الإقليمي

ويرى خبراء الاقتصاد أن الطفرة الحالية في أسعار النحاس تمثل فرصة استراتيجية لدول إفريقيا الوسطى لتعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي، من خلال تطوير مشروعات تصنيع المعادن محليًا بدلاً من تصديرها خامًا، ما يزيد القيمة المضافة ويخلق فرص عمل جديدة.

وأشاروا إلى أن إنشاء سلاسل إمداد إقليمية لتكرير وتصنيع النحاس قد يحول القارة إلى مركز عالمي لتصنيع المكونات الكهربائية والبطاريات، خاصة مع تنامي الطلب العالمي على الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق