السيسي وترامب وقمة شرم الشيخ

قبل 3 أشهر، أطلق الإعلامي توفيق عكاشة تصريحًا أثار الجدل حين قال في حوار مع الإعلامي مجدي الجلاد إن «مصر ستحكم العالم»، مؤكدًا أن موقعها الجغرافي وقدرتها على قيادة المنطقة سيجعلانها مركز القرار الدولي في المستقبل.

وبدت كلمات توفيق عكاشة وقتها أقرب إلى المبالغة الإعلامية، لكن مشاهد الأيام الأخيرة في قمة السلام بشرم الشيخ أعادت هذا التصريح إلى الأذهان، حيث يترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب أكبر قمة سلام في العالم على الأراضي المصرية.

شرم الشيخ تستضيف أكبر قمة سلام في العالم

القمة التي استضافتها مصر بمشاركة قادة عرب وأوروبيين وأفارقة جاءت في توقيت بالغ الحساسية بعد تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وأوروبا، وقدّم الرئيس السيسي خلالها رؤية ترتكز على ثلاثة محاور: الوساطة، والتوازن، والتنمية، وهي النقاط التي جعلت كثيرين يرون في القاهرة لاعبًا لا غنى عنه في أي ترتيبات للسلام الإقليمي أو حتى الدولي.

" title="YouTube video player" frameborder="0">

ومن هنا برز السؤال:

هل بدأت ملامح “القيادة المصرية للعالم” التي تحدث عنها توفيق عكاشة تتشكل من بوابة الدبلوماسية لا من القوة الصلبة؟

توفيق عكاشة، في لقائه مع الجلاد، لم يتحدث عن “حكم العالم” بمعناه العسكري، بل بمعناه الرمزي — أي أن القرارات الكبرى ستمر عبر مصر، هذا المعنى يكتسب دلالة جديدة بعد أن أصبحت القاهرة منصة محورية للوساطة في الأزمات، من حرب غزة إلى المفاوضات الإفريقية.

القمة الأخيرة عززت هذه الصورة، إذ تحولت مصر من مجرد دولة مضيفة إلى منسق فعلي بين الأطراف المتخاصمة، في لحظة بدا فيها غياب الأطر الأممية التقليدية.

وما بين تصريح إعلامي وحدث دبلوماسي، تتحرك مصر اليوم في مساحة رمزية جديدة.

فـ"حكم العالم" الذي نطق به توفيق عكاشة ربما لم يكن رؤية غيبية بقدر ما كان توقعًا مبكرًا لدور دبلوماسي متعاظم، ظهرت ملامحه بوضوح في قمة السلام بشرم الشيخ، حيث اجتمع العالم بالفعل تحت مظلة مصر.