اليوم تُحيي الكنيسة ذكرى استشهاد القديسة انسطاسيا من رومية، التي أتمت شهادتها عام 250 ميلادية (1 بابة)، الموافق 11 أكتوبر 2025. تنتمي القديسة لعائلة رومانية مسيحية عريقة، نشأت في ظل أبوين تقيّين كرّسا جهودهما لتنشئتها على الإيمان المسيحي بكل تفانٍ.
قصة القديسة انسطاسيا
عند بلوغها سن الزواج، رفضت القديسة انسطاسيا كافة العروض المقدمة لها، إذ كانت تعيش حياة الزهد والابتعاد عن شهوات العالم ومغرياته منذ نعومة أظافرها، مفضلة المسير في درب الروحانية والتطلع نحو المجد السماوي.
قررت الانضمام القديسة انسطاسيا إلى أحد أديرة العذارى في رومية، حيث ارتدت لباس الرهبنة وانصرفت لحياة من النسك والتقشف. اشتهرت بصيامها الصارم، مكتفية بتناول الطعام مرة واحدة كل يومين، بينما خلال الصوم الكبير لم تكن تتناول سوى وجبتين أسبوعياً أيام السبت والأحد بعد صلاة الساعة السادسة. كان طعامها بسيطاً للغاية، لا يتعدى الخبز الجاف والملح.
في إحدى المناسبات، وبينما كانت ترافق رئيسة ديرها ومجموعة من الأخوات إلى دير قريب للمشاركة في احتفال أحد الأعياد، شاهدت القديسة انسطاسيا الجنود التابعين للملك داكيوس يعذبون المسيحيين بلا رحمة. تأثرت بشدة وامتلأ قلبها حباً لله وحساً بالعدالة، فصرخت مخاطبة الجنود: أيها القساة! كيف تفعلون هذا بالبشر الذين خُلقوا على صورة الله ومثاله؟
استشهاد القديسة انسطاسيا
حينها قبض عليها الجنود واقتيدت إلى الأمير. عندما سُئلت إن كانت تؤمن بالمسيح وتعبده، أجابت بوضوح وثبات. أمر الأمير بتعذيبها بشتى الوسائل ثم صلبها وإشعال النيران تحتها، لكنها بقيت دون أن يلحقها أذى. وبعد أن نفدت وسائل التعذيب دون جدوى لإضعاف إيمانها، قرر أن تُعدم بقطع الرأس.
قبل تنفيذ الحكم، رفعت القديسة انسطاسيا صلواتها إلى الله بخشوع وهدوء تام، ثم ألقت رأسها بسلام لتلقى سيف الجلاد الذي أتم استشهادها. بهذا استحقت القديسة أنسطاسية إكليل الشهادة وخلود المجد السماوي.
0 تعليق