انتظارات كبرى ترافق انطلاق عمل "المجموعة الصحية" في جهة طنجة - بلس 48

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وسط أجواء يسودها التفاؤل والحذر والترقب، شرعت المجموعة الصحية الترابية لجهة طنجة تطوان الحسيمة فعليا في ممارسة الاختصاصات المسندة إليها بموجب القانون 08.22، إيذانا بمرحلة جديدة من التدبير الترابي.

وتحمل هذه الانطلاقة رهانات كبرى وانتظارات واسعة لدى الشغيلة الصحية والمواطنين الذين يعقدون آمالا كبيرة على أن يشكل هذا التحول لحظة مفصلية لإرساء حكامة فعالة وضمان عدالة مجالية وجودة في العرض الصحي.

تفاؤل وحذر وترقب

حمزة إبراهيمي، الكاتب الجهوي بالمجموعة الصحية الترابية والوكالات الصحية وعضو الإدارة النقابية الوطنية، عبّر عن آمال عريضة في أن يكون هذا التحول نحو النظام الصحي الجهوي فاتحة خير للنهوض بأوضاع مهنيي الصحة بمختلف فئاتهم المهنية والاجتماعية، وأن يكرس هذا الإطار الجديد بعدا حقيقيا للحكامة التدبيرية الجهوية، وفق مقاربات العمل المشترك والاشتراك الفعلي لمهنيي الصحة في تدبير شؤونهم عبر مأسسة الحوار الاجتماعي وضمان ديمومته ونجاعته، في إطار علاقة مؤسساتية رابح رابح، التي ميّزت علاقة النقابات بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية منذ 2021.

وأكد ابراهيمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن حالة من الترقب الإيجابي تسود أوساط العاملين والفرقاء الاجتماعيين، في انتظار إشارات عملية من مسؤولي المجموعة الصحية الترابية تعكس حسن النية في إشراكهم، كشريك مؤسساتي موثوق وذي مصداقية وامتداد في أوساط جميع الشغيلة الصحية بالجهة.

كما ألحّ الكاتب الجهوي بالمجموعة الصحية الترابية والوكالات الصحية على ضرورة التجاوب السريع مع ملفات الشغيلة الصحية، وتسريع تسوية وضعيتهم الإدارية والمالية، إلى جانب توحيد الحقوق والامتيازات بين العاملين في النظام القديم (المركز الاستشفائي الجامعي والمديرية الجهوية والمندوبيات الإقليمية)، خصوصا ما يتعلق بالتعويضات والتقاعد بالنسبة للمستشفى الجامعي وباقي الامتيازات التي يتوفر عليها طرف دون الآخر.

وطالب الفاعل النقابي ذاته بالإسراع في إصدار المراسيم المكملة لتنزيل المجموعة الصحية الترابية، خاصة ما يرتبط بمواقيت العمل والنقل والإسعاف الصحي والحركة الانتقالية والترقية المهنية وكذلك المراسيم المرتبطة بالقانون 09-22 بمثابة قانون الوظيفة الصحية العمومية.

كما أشار المتحدث إلى أن هذه الملفات كانت موضوع اجتماع مطوّل جمع المدير العام للمجموعة الصحية الترابية بالتنسيق النقابي الجهوي المكوّن من خمس نقابات، مؤكدا على أهمية التعبئة الشاملة والانخراط الجماعي من أجل إنجاح هذه المرحلة المفصلية، مع التشديد على وحدة الصف النقابي وتكثيف التنسيق الميداني خدمة لقضايا الشغيلة الصحية ومطالبها العادلة والمشروعة.

آمال وتحديات

اعتبر عبد النور البقالي، الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة / الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بجهة طنجة تطوان الحسيمة، البداية الفعلية لانطلاق المجموعة الصحية الترابية بالشمال خطوة تاريخية في مسار إصلاح المنظومة الصحية بما تحمله من آمال وتحديات.

وفي هذا الصدد، أورد البقالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه اللحظة تؤسس لمرحلة جديدة من التدبير الترابي للصحة، بما يفرضه من مسؤوليات جسام وتحديات موضوعية؛ وفي مقدمتها ضمان العدالة المجالية في الولوج إلى الخدمات الصحية، وتجويد البنيات التحتية والتجهيزات وتحفيز الموارد البشرية وتثمينها وتمكينها من ظروف عمل لائقة تحفظ كرامتها وتطور مسارها المهني.

وأضاف الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة أن الشغيلة الصحية والمواطنين يحملون انتظارات كبيرة من هذه التجربة، مؤكدا أن نجاحها يظل رهينا باعتماد مقاربة تشاركية وحوار اجتماعي جاد وفعال.

وسجل المتحدث عينه بعض التعثرات، خاصة على المستويين الإقليمي والمحلي؛ من قبيل: غياب للتواصل وضعف في المواكبة الإعلامية، إضافة إلى بطء في توفير الآليات التنظيمية المواكبة للمرحلة الجديدة.

وشدد على أن نجاح الورش يبقى مرتبطا كذلك بمدى التزام الإدارة بتنزيل مقتضيات القانون الإطار 06.22 والقانون 09.22، بما يضمن استمرارية المرفق الصحي العمومي وجودة خدماته، مع الحفاظ على حقوق الشغيلة وصون مكتسباتها، موردا أن اليوم الأول للبداية الفعلية يعرف انخراط جميع الأطر الصحية من أجل ضمان استمرارية ناجعة المرفق الصحي خاصة على مستوى تقديم العلاجات وفق منظور وآليات مرقمنة وتسهيل المساطر للمرتفقين، مسجلا بعض الصعوبات التقنية والإدارية.

وأعلن البقالي استعداد نقابته الانخراط المسؤول والإيجابي في هذا الورش الإصلاحي، مع البقاء على أهبة اليقظة للدفاع عن حقوق الشغيلة وصون مكتسباتها، حتى تكون هذه المجموعة الصحية الترابية بالفعل رافعة لتطوير المنظومة الصحية بالجهة وخدمة المواطنين على قدم المساواة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق