صناعة تصدير العقار

قال الدكتور محمد هنداوي، أستاذ العمارة بجامعة UH، إن مصر تشهد طفرة عمرانية غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، لكن لتحقيق النجاح الكامل واستدامة هذا النمو العمراني، يجب مواءمة المشاريع الجديدة مع التوجهات العالمية الحديثة، دون التفريط في الهوية المصرية.

وفي لقائه ضمن برنامج "تعمير" على قناة on، أكد هنداوي أن العالم يتجه اليوم نحو ما يعرف بـ "العملية التصميمية المتكاملة" (Integrated Design Process)، وهي منهجية تعتمد على مشاركة جميع الفاعلين في اتخاذ القرار العمراني، من المعماري والمخطط وصانع القرار الحكومي، إلى المستثمر والمستخدم النهائي للفراغ العمراني.

" title="YouTube video player" frameborder="0">

وشدد على أن المعماري وحده لا يمكنه إنتاج مشروع عمراني ناجح ما لم يكن ضمن منظومة عمل جماعية تراعي الاقتصاد والبيئة والبعد الثقافي والاجتماعي، مشيرًا إلى أن دور المصمم في هذه المنظومة يمثل حوالي 40% فقط، والباقي موزع على عوامل تنفيذية وتشغيلية وتشريعية.

وأضاف هنداوي أن المدن المصرية الجديدة مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة تمثل بداية جيدة في هذا الاتجاه، خاصة أن بعض هذه المدن تتبنى خططًا استراتيجية طويلة المدى تمتد إلى 50 أو 60 عامًا، لكنها ما تزال بحاجة إلى تطبيق أكثر توسعًا لمعايير التصميم المستدام، مثل العمارة الخضراء (Green Architecture)، والعمارة التي تضع صحة الإنسان في المقدمة (WELL Standards).

واعتبر أن تطوير العمران المصري يجب أن يعتمد على دراسة تجارب الدول الأخرى، كما فعلت الصين باستخدام نهج الهندسة العكسية (Reverse Engineering)، ولكن مع الحفاظ الكامل على الخصوصية الثقافية والتاريخية المصرية، قائلًا: "لا يجب أن ننسخ العمران الغربي كما هو، بل نطوره بما يتناسب مع شخصيتنا وهويتنا العريقة".

وختم د. هنداوي بالتأكيد على أن المطور العقاري المصري والقطاع الخاص مطالبون بتطوير أدواتهم وفهم المعايير العالمية لتقديم مشروعات تواكب تطلعات المستثمرين الدوليين، خاصة أن هؤلاء يفضلون المشروعات ذات التصميم الذكي، والصديق للبيئة، والمعتمد على التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، وهي الاتجاهات التي أصبحت تحدد خريطة الاستثمار العقاري عالميًا.