مع نجاح مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة ترسيخ مكانتها كأبرز نموذج عربي للدعم الإنساني، الذي لم ينقطع منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، وحتى نجاح مفاوضات شرم الشيخ.
مساعدات الإمارات لغزة
وحرصت الإمارات، منذ الأيام الأولى للأزمة، على الجمع بين التحرك الإنساني الميداني والجهد الدبلوماسي الفاعل، دعمًا لمبادرات تهدف إلى حماية المدنيين، ورفع الحصار، وضمان إيصال المساعدات دون عوائق.
وعلى مدار عامين من الحرب، حافظت الدولة على نهج ثابت عنوانه «الإنسان أولًا»، مقدّمةً دعمًا شاملًا ومتواصلًا للأشقاء في غزة، برًا وبحرًا وجوًا.
مبادرات إنسانية متكاملة
أطلقت الإمارات حزمة من المبادرات الإغاثية العاجلة لدعم الشعب الفلسطيني، من أبرزها مبادرتا «الفارس الشهم» و«طيور الخير»، إلى جانب مبادرات إنسانية واجتماعية متعددة.
وجاءت هذه الجهود بدعم من وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبمشاركة العديد من الوزارات والجهات الرسمية والمؤسسات الخيرية والإنسانية.
وقدمت هذه المبادرات آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية، وأقامت مستشفيات ميدانية وعائمة، ومحطات لتحلية المياه، ومخابز ومطابخ ميدانية، فضلًا عن عمليات إجلاء إنسانية للمرضى والمصابين للعلاج في مستشفيات الدولة.
وحسب تقارير أممية، بلغت قيمة المساعدات الإماراتية المقدّمة لقطاع غزة أكثر من 1.7 مليار دولار، شملت الغذاء والدواء والماء ومواد الإيواء، واستهدفت جميع الفئات، ولا سيما الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى.
جسر جوي وبحري مستمر
نفّذت الإمارات 74 عملية إنزال جوي للمساعدات ضمن مبادرة «طيور الخير» المنبثقة عن عملية «الفارس الشهم»، تجاوزت حمولتها 4004 أطنان من الأغذية والمواد الإغاثية الأساسية.
ووصل إجمالي عدد طائرات المساعدات إلى 680 طائرة، منها 405 طائرات للشحن، و212 طائرة للإسقاط الجوي، و25 طائرة لإجلاء المرضى والمصابين.
كما أدخلت الإمارات نحو 7000 شاحنة محمّلة بالمساعدات إلى قطاع غزة، إضافة إلى 18 سفينة إغاثية، كان آخرها منتصف سبتمبر الماضي، حين وصلت السفينة التاسعة «حمدان» إلى ميناء العريش المصري، محمّلةً بـ7000 طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية.
وبذلك ارتفع إجمالي المساعدات الإماراتية المرسلة إلى أكثر من 80 ألف طن، مع استمرار عمليات الشحن والإمداد.
وشملت حمولة السفينة التاسعة 5000 طن طرودًا غذائية للأسر، و1900 طن مواد غذائية لدعم المطابخ الشعبية، و100 طن خيامًا طبية، إضافة إلى 5 سيارات إسعاف مجهزة بالكامل.
ولضمان انسيابية تدفق المساعدات، أرسلت الإمارات وفدًا دائمًا إلى مدينة العريش يضم مسئولين ومتطوعين للتنسيق مع السلطات المصرية في إدخال المساعدات عبر معبر رفح.
رعاية طبية وإجلاء إنساني
لم تقتصر الجهود الإماراتية على إرسال المواد الغذائية والإغاثية، بل امتدت إلى برامج علاجية وإجلاء طبي متواصل.
فقد وجّه صاحب السمو، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتنفيذ عمليات إجلاء للجرحى والمصابين ومرافقيهم من قطاع غزة للعلاج في الإمارات، ليصل إجمالي من تم نقلهم حتى الآن إلى 2630 مريضًا ومرافقًا عبر 25 رحلة إجلاء.
كما أطلق سموه مبادرة لعلاج ألف مريض بالسرطان من غزة في المستشفيات الإماراتية، استقبلت بالفعل عددًا منهم مع مرافقيهم، حيث أُسكنوا في مدينة الإمارات الإنسانية.
وفي فبراير 2024، أنشأت الإمارات مستشفى عائمًا في العريش يضم 100 سرير للمرضى و100 للمرافقين، إلى جانب مستشفى ميداني في قطاع غزة أُقيم في ديسمبر 2023، استقبل كلاهما أكثر من 71 ألف حالة منذ افتتاحهما.
كما سلّمت الإمارات لقطاع غزة 31 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل، ونفّذت حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال استفاد منها أكثر من 640 ألف طفل.
0 تعليق