الطب البديل.. العودة الى الموروثات الشعبية - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بداية الحكاية.. حين كان الشفاء من الطبيعة وليست الأدوية

يُعد الطب البديل جزء من التراث الطبي، حبث يعود جذوره لآلاف السنين قبل الطب التقليدي، ولجأت له العديد من الحضارات القديمة خاصةً الحضارة الفرعونية، حيث استخدمت الأعشاب مثل الحلبة والثوم للعلاج.

يعالج السبب الجذري

ووسط ضجيج الأدوية الكيميائية في الطب التقليدي، يعجز الأنسان عن مداواة الروح فيعود إلى حيث بدأت الحكاية، فالطب البيديل لا يعالج عرض المرض فقط بل يعالج السبب الجذري، ليعيد لجسد الإنسان توازنه وصحته البدنية.

وفي الآونة الأخيرة طالب الناس العودة للطبيعة في الحياة والعلاج، ومن أولى تطلعاتهم "الأعشاب الطبية" لقدرتها البارعة على الشفاء، والتي تعرف أيضًا بـ"العلاج النباتي او الطب العشبي"، وتستخدم لصناعة الأدوية الكيميائية في الطب التقليدي.

ومن أمثلة الطب البديل "اليوجا" تستخدم لتحسين الصحة النفسية والجسدية، فهي تساعد على تخفيف الآلام وتحسن نبضات القلب وتقليل التوتر والقلق والاكتئاب للشعور بالاسترخاء والسلام الداخلي، من خلال التنفس بعمق والتأمل وتمارين جسدية.

التغذية الطبيعية.. الجسد يداوي نفسه

عبر "الحمية والتغذية الطبيعية"، يستطيع الجسد أن يداوي نفسه إذا توفرت الظروف المناسبة له، وتُركز هذه الطريقة على التغذية السليمة والراحة النفسية، ويعتمد على مبدأ العلاج من الجذور"السبب الحقيقي للمرض"، بالاضافة لمبدأ الوقاية خيرًا من العلاج عن طريق الغذاء السليم.

الإبر الصينية تفرز مواد طبيعية مسكنة للدماغ

تعد الإبر الصينية دقيقة جدًا تدخل في نقاط محددة في الجسم تسمى بـ"نقاط الطاقة أو خطوط الميريديان".. لتحفيز توازن الطاقة الحيوية داخل الجسم وتحسين وظائف الأعضاء، فهي تحسن الدورة الدموية وتقلل الشعور بالألم، يُعد هذا الأسلوب من الطرق القديمة في الطب الصيني التقليدي.

تصريحات من وكيل بكلية الصيدلة

صرح الدكتور محمد صلاح وكيل كلية الصيدلة بجامعة سوهاج، بأن الطب البديل لا يقتصر على العلاج بالأعشاب فقط كما يعرف البعض، بل يشمل العديد من الأنواع مثل "الحجامة، الوخز بالأبر، التدليك، اليوجا وغيرهم".

تخزين خاطئ يساوي سموم قاتلة

وأكد صلاح أن النباتات ليست دائمًا آمنة، فقد تتحول لسموم إذا لم تُخزن بشكل جيد، فهناك فطريات تنمو على النباتات وتفرز سم كـ"أفلاتوكسين" الذي يضر الكبد بشكل بالغ، بالإضافة لرش النباتات بمبيدات مضرة، مشددًا على ضرورة خضوع النباتات لمراحل فحص، لمعرفة نسبة المبيدات والتأكد من مطابقتها للمراجع الدولية.

ونوه أن بعض الأدوية تتضمن جرعات ضئيلة من المادة الفعالة المستخلصة من الأعشاب لكن مفعولها قوي، موضحًا أن دواء "لانوكسين" يحتوي على ربع ميللي جرام فقط، وتناوله كنبات طبيعي قد يوقف ضربات القلب، لذا يجب أخذ كميات محددة من الأعشاب.

الصيدلة الخضراء علم بدون ترخيص

واختتم حديثه بأن من يدرس هذا العلم الذي يعرف بـ"العقاقير والطب البديل" هم طلاب صيدلة ويعرف لديهم "بالصيدلة الخضراء"، موضحًا أنه لا يوجد ترخيص للعمل في هذا التخصص.

التأثير الوهمي من أبرز الظواهر التفسية العصبية

ومن جانبه قال الدكتور إسلام أسعد المدرس المساعد بقسم علم النفس في كلية الآداب بجامعة سوهاج، بأن التأثير الوهمي النفسي من أبرز الظواهر النفسية العصبية التي تكشف عن عمق العلاقة بين العقل والجسم في عملية الشفاء، إذ يظهر التحسن في حالة المريض رغم تلقيه علاجًا لا يحتوي على أي مادة فعّالة، موضحًا أن ذلك بفعل المكونات الدوائية، بل نتيجة توقع المريض الإيجابي وثقته بأن العلاج سيفيده، هذا التأثير لا يعدّ خداعًا للمريض بقدر ما يُبرز قوة العمليات النفسية الداخلية في التأثير على الأعراض الجسدية.. هذا ما يسمى بعلم النفس "بالبلاسيبو".

الاعتقاد والإيمان يؤدي للشفاء

وأشار أسعد، أن الدراسات الحديثة وضحت التأثير الوهمي الذي يُنتج عن تفاعل معقد بين الجهاز العصبي المركزي والعوامل النفسية، مثل التوقع، والإيمان بالعلاج، والطاعة للسلطة الطبية، موضحًا أنه عندما يثق المريض في الطبيب ويقتنع بفعالية الدواء، يقوم الدماغ بإفراز مجموعة من المواد الكيميائية العصبية الطبيعية مثل الإندورفين والدوبامين، وهي مواد معروفة بدورها في تخفيف الألم وتحسين المزاج وتعزيز الإحساس بالراحة، ومن ثمّ يشعر المريض بتحسّن حقيقي في حالته، حتى وإن كان العلاج نفسه خاليًا من أي مكون فعّال.

الظروف المحيطة والتعافى

وأكد المدرس المساعد بعلم النفس، على دور السياق العلاجي في تضخيم أو تقليل هذا الأثر، فطريقة تواصل الطبيب، ونبرة صوته، ومدى تعاطفه، إضافة إلى شكل الدواء (كبسولات لامعة أو حقن)، والبيئة المحيطة (كعيادة منظمة ونظيفة)، كلها تخلق لدى المريض شعورًا بالثقة والطمأنينة، مما يعزّز التوقعات الإيجابية ويساهم في تفعيل الآليات النفسية العصبية المسؤولة عن التحسن.

مقارنة بين الدواء والحبوب الوهمية

وذكر أسعد، أن هناك دراسة علمية شهيرة، أجريت تجربة على مجموعة من مرضى الصداع النصفي، تم تقسيم المرضى إلى مجموعتين؛ تلقت المجموعة الأولى الدواء الحقيقي، بينما تلقت المجموعة  الثانية حبوبًا وهمية، أظهرت النتائج أن نحو ٤٠٪ من المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي أفادوا بانخفاض حدة الألم وتحسن حالتهم المزاجية خلال ساعتين فقط من تناول العلاج، مضيفًا أنه عند فحص أدمغتهم باستخدام التصوير العصبي، تبين وجود نشاط في المناطق المسؤولة عن إفراز الإندورفين، وهي نفس المواد التي يفرزها الجسم عند تلقي المسكنات الحقيقية.

هذه النتائج تؤكد أن التوقع الإيجابي  قادر على تحفيز الجهاز العصبي لإحداث استجابة علاجية حقيقية، دون أي تدخل دوائي فعلي.

إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق