جامعة عين شمس.. شهدت جامعة عين شمس افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لكلية طب الأسنان تحت عنوان «صنع في مصر لطب الأسنان»، في حدث علمي ضخم يعكس توجه الدولة نحو توطين صناعة المستلزمات الطبية والابتكار في مجالات الرعاية الصحية. 

حضر الافتتاح الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، والدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، والدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس، بمشاركة نخبة من رؤساء الجامعات المصرية وقيادات قطاع طب الأسنان، وبالتعاون مع جامعة مصر الدولية وجامعة جوتا فرانكفورت الألمانية.

استهل الدكتور خالد عبد الغفار كلمته بالتأكيد على أن الرعاية الصحية حق أصيل لكل مواطن، مشيرًا إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في توفير خدمات العلاج على نفقة الدولة بنظام شامل وعادل يغطي ملايين المواطنين، بتكلفة تتجاوز 51 مليار جنيه سنويًا. 

وأضاف أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بالخدمات الوقائية، إذ أطلقت 15 مبادرة صحية قومية تغطي جميع الفئات العمرية، إضافة إلى برامج التطعيمات الموسعة التي ساهمت في تعزيز الصحة العامة.

وأشار الوزير إلى النجاحات الكبيرة التي حققتها الدولة في ملف الكشف المبكر عن سرطان الثدي، حيث انخفضت نسبة اكتشاف المرض في المرحلة الرابعة من 70% إلى 20% فقط بفضل البرامج الوطنية للتوعية والكشف المبكر. 

كما أكد أن مصر أصبحت نموذجًا عالميًا في مكافحة فيروس «سي»، بعد أن تحولت إلى مرجعية دولية في برامج الفحص والعلاج المجاني، فضلًا عن تنفيذ مشروع «الجينوم المصري» الذي يهدف إلى رسم خريطة وراثية دقيقة للسكان تسهم في تطوير الطب الوقائي والعلاجي.

وفي سياق متصل، استعرض عبد الغفار الجهود المبذولة لاستقبال مصابي غزة، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة وضعت خطة متكاملة لتقديم الرعاية الطبية الكاملة لهم، بما في ذلك العمليات الجراحية الدقيقة والخدمات المتخصصة في المستشفيات المصرية، في إطار الدور الإنساني والدعم المستمر الذي تقدمه الدولة المصرية للأشقاء الفلسطينيين.

جهود جامعة عين شمس

من جانبه أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين أن كلية طب الأسنان بجامعة عين شمس تمثل نموذجًا للتطور الأكاديمي والعلمي في مجال التعليم الطبي، مشيدًا بجهود جامعة عين شمس في تخريج أجيال من الأطباء القادرين على المنافسة إقليميًا ودوليًا. وأوضح أن المؤتمر يمثل فرصة مهمة لتبادل الخبرات بين الباحثين والممارسين في مجالات طب الأسنان، بما يسهم في تطوير التعليم الطبي ورفع كفاءة الكوادر الصحية في مصر.

أما الأستاذ الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، فأوضح أن المؤتمر يجسد الرؤية الوطنية لبناء قطاع صحي مبتكر يعتمد على توطين المعرفة والصناعة، انسجامًا مع أهداف رؤية مصر 2030 التي تضع الصحة والتعليم وتوطين التصنيع في صدارة أولويات التنمية المستدامة. 

وأكد أن جامعة عين شمس تسعى لتحويل البحث العلمي إلى قيمة اقتصادية ومجتمعية ملموسة، من خلال التعاون مع المؤسسات الصناعية والجهات الدولية، في إطار دعم القيادة السياسية لبناء اقتصاد قائم على الابتكار.

وأشار ضياء إلى أن الجامعة تؤمن بأن التعليم والبحث العلمي يمثلان أساس التنمية الوطنية، وأن الشراكات مع الصناعة تتيح فرصًا حقيقية لتحويل المعرفة إلى منتجات تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني ورفع كفاءة الخدمات الصحية. 

كما أعرب عن شكره لوزارة الصحة بقيادة الدكتور خالد عبد الغفار، على دعمها المستمر للجامعة في تنفيذ برامجها البحثية والتطبيقية.

وفي كلمته، أوضح الأستاذ الدكتور كريم البطوطي، عميد كلية طب الأسنان بجامعة عين شمس، أن المؤتمر يأتي استكمالًا لنهج الكلية في ربط التعليم الطبي بالتصنيع المحلي، مشيرًا إلى التعاون المثمر مع وزارة الصحة في تدريب ورفع كفاءة أطباء الأسنان، فضلًا عن توقيع بروتوكولات تعاون مع مصانع محلية لتطوير صناعة غرسات الأسنان في مصر. 

وأضاف أن الكلية أصبحت المكتب الفني لأحد المصانع الوطنية، حيث تقوم بإجراء الأبحاث والقياسات العلمية اللازمة داخل مصر، بما يعزز الاعتماد على الخبرات المحلية في التصنيع الطبي.

كما أكد الأستاذ الدكتور حسام توفيق، عميد كلية طب الأسنان بجامعة مصر الدولية، أن المؤتمر يمثل نموذجًا للتعاون بين الجامعات المصرية والدولية في مجالات البحث والتطوير، مشيرًا إلى أن هذه الشراكات تسهم في تحويل المعرفة العلمية إلى تطبيقات عملية تخدم المجتمع وتدعم الاقتصاد.

وأشارت الأستاذة الدكتورة ولاء حامد، وكيل كلية طب الأسنان لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ونائب رئيس المؤتمر، إلى أن المؤتمر يجسد رؤية الجامعة في دعم البحث العلمي التطبيقي والابتكار في مجالات الطب وطب الأسنان، مؤكدة أن هذا التوجه يتكامل مع جهود وزارة الصحة لتطوير منظومة الرعاية الصحية في مصر.

واختتم الأستاذ الدكتور عمرو عبد العزيز، سكرتير عام المؤتمر، موضحًا أن البرنامج العلمي لهذا العام يضم أكثر من 250 أستاذًا من مختلف أنحاء العالم، يقدمون 300 محاضرة علمية تغطي تخصصات طب الأسنان كافة، إلى جانب 40 دورة تدريبية يشارك فيها أكثر من 1000 طبيب. 

كما يشهد المؤتمر معرضًا دوليًا يضم 150 شركة متخصصة في صناعة أدوات ومستلزمات طب الأسنان، إضافة إلى ندوة متخصصة حول توطين الصناعة الطبية في مصر، بما يعكس التوجه الوطني نحو دعم الإنتاج المحلي وتعزيز القدرة التنافسية في الأسواق الإقليمية والدولية.