أثارت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ضجة كبيرة، بعدما أظهرت نقل مجموعة من أبرز الممثلين الأتراك إلى المستشفى لإجراء تحاليل مخدرات، ضمن حملة أمنية حملت اسم “مخدرات المشاهير”، نفذتها قوات الدرك التركية تحت إشراف وزارة الداخلية، في عملية أثارت صدمة الوسط الفني والجمهور.
ووفق المصادر التركية، انطلقت المداهمات فجر اليوم الخميس في إسطنبول، بعد بلاغ مجهول تلقته الشرطة عن تورط بعض الفنانين في قضايا مخدرات؛ وهو ما دفع السلطات إلى استدعاء النجوم إلى معهد الطب الشرعي لإجراء تحاليل شاملة وسط حراسة أمنية مشددة.
وأظهرت المقاطع المصورة قلق الممثلين وتوترهم أثناء نقلهم، في مشاهد وصفها المتابعون بـ”الصادمة”، خاصة مع حضور عناصر الأمن لمرافقتهم خطوة بخطوة.
ومن بين الأسماء التي ظهرت في الفيديوهات: مارت يازجي أوغلو، وكان يلدريم، وكوبلاي أكا، وديميت إفغار، وسيرين موراي، وبراك توزوناتاش، وميريتش آرال، إضافة إلى الممثلتين ديرين وديرين تالو.
الصحافية التركية بيرسن ألتونتاش أكدت، في تغريدة عبر منصة “إكس”، أن العملية نفذت بسرية من مكتب التحقيقات في جرائم التهريب والمخدرات والجرائم الاقتصادية بإشراف النيابة العامة في إسطنبول، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للموقوفين وصل إلى 19 شخصا من الشخصيات العامة والفنية، خضعوا جميعهم للتحقيق والفحوص المخبرية المطلوبة.
وكشف مصدر مقرب لهسبريس ومهتم بالشأن الثقافي التركي أن التحقيقات لا تزال جارية، مضيفا أنه تم صباح يوم الخميس إخلاء سبيل جميع الممثلين الموقوفين مؤقتا، في انتظار نتائج التحاليل واستكمال الإجراءات القانونية خلال الأيام المقبلة.
وأكد المصدر ذاته أنه بينما لم توجه حتى الآن اتهامات جنائية رسمية إلى أي من الفنانين الذين تم استدعاؤهم، إلا أن السلطات أكدت أن التحقيق ما زال مستمرا وأن الإجراءات تمت وفق القانون وتحت إشراف النيابة العامة؛ وهو ما يعكس حرص الجهات المختصة على الالتزام بالمساطر القانونية وضمان حقوق الموقوفين.
ولم يقتصر أثر الحملة على تركيا، فقد امتد الجدل إلى المغرب، الذي يعد من أكبر أسواق متابعة الدراما التركية في العالم العربي؛ فقد عبّر عدد من المغاربة عن دهشتهم من الأسماء التي شملتها التحقيقات، خاصة أن هؤلاء النجوم هم أبطال مسلسلات شهيرة عرضت على القنوات المغربية مدبلجة وحققت نسب مشاهدة مرتفعة، مثل “الحب لا يفهم من الكلام” و“على مر الزمان” و“العشق الفاخر”.
وتباينت ردود الفعل بين المغاربة، بين متعاطف مع الفنانين ومتخوف من التأثير المحتمل على الأعمال الفنية التي يتابعونها وبين من طالب بالتحلي بالصبر وعدم إصدار أحكام قبل ظهور النتائج الرسمية، معتبرين أن القضية قد تمس صورة الدراما التركية التي تحظى بشعبية واسعة في الوطن العربي.
ومن المنتظر أن تحدد نتائج التحاليل والمساطر القانونية المقبلة مصير النجوم الموقوفين، وما إذا كانت التحقيقات ستؤثر على مواصلة تصوير الأعمال الدرامية الجارية أم لا.
0 تعليق