خبير تربوي: التلاميذ الذكور أكثر عرضة للفشل المدرسي في المغرب - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشف الحسين الزاهيدي، أستاذ التعليم العالي وخبير في السياسات التربوية، عن معطيات مثيرة بشأن ظاهرة مستترة تتعلق بكون التلاميذ الذكور أكثر عرضة من زميلاتهم الفتيات للصعوبات والمشكلات التعليمية، داعيًا إلى مقاربة علمية لفهم أسبابها ووضع سياسات وقائية تحدّ من تداعياتها على المنظومة التعليمية والاجتماعية.

وقال الخبير التربوي ضمن تصريح لهسبريس: “نكتفي في الغالب بإصدار الأرقام والمعطيات، لكننا لا نذهب أبعد لفهم الأسباب الكامنة وراء هذه الصعوبات المتزايدة لدى الذكور، وهي ظاهرة آخذة في التوسع عالميًا؛ فبينما تُجري بلدان أخرى دراسات معمّقة لتحديد أسباب الظاهرة ووضع إستراتيجيات وقائية مازلنا نحن نكتفي بالتشخيص السطحي، دون تحليل علمي يفسر التحولات الاجتماعية والتعليمية الجارية”.

وأوضح الزاهيدي أن الدراسات والأبحاث الدولية خلال السنوات العشرين الماضية أظهرت أن التلاميذ الذكور في العديد من البلدان “أكثر عرضة من الفتيات لمشكلات تعليمية خطيرة، مثل التكرار، وتدني النتائج الدراسية، والانقطاع المبكر عن الدراسة”، وأضاف أن “هذه الظاهرة، التي كانت في بدايتها مقتصرة على بلدان ذات دخل مرتفع أو متوسط أعلى، امتدت خلال السنوات الأخيرة لتشمل أيضًا بلدانًا ذات دخل منخفض أو متوسط، وهو ما يجعلها اتجاهًا عالميًا مقلقًا”.

وأشار الخبير التربوي إلى أن المغرب ليس استثناءً من هذا التحول، مستدلًا بالأرقام الرسمية الصادرة عن مديرية الدراسات والاستشراف والإحصاء بوزارة التربية الوطنية؛ فخلال الموسم الدراسي 2023-2024 بلغت نسبة التكرار لدى الذكور 10.1% مقابل 5.3% لدى الإناث، أي ما يقارب الضعف، كما وصلت نسبة الانقطاع المدرسي إلى 4.9% عند الذكور مقابل 3.3% عند الإناث.

وشدّد المتحدث ذاته على “ضرورة استثمار البيانات والمعطيات التي توفرها الأجهزة الرسمية لفهم التحولات المجتمعية المرتبطة بالتربية والتكوين”، داعيًا إلى “الابتعاد عن التفسيرات السطحية أو الانطباعات الاجتماعية التي تربط ضعف تحصيل الذكور فقط بقلة اهتمامهم بالدراسة أو انشغالهم بالإنترنت”.

وزاد الزاهيدي أن “استمرار هذا الوضع من دون تدخل قد تكون له انعكاسات خطيرة على التماسك المجتمعي، وعلى الاقتصاد الوطني ورأس المال البشري”، لافتا إلى أن “المطلوب اليوم هو مبادرة مؤسساتية من قبل المجلس الأعلى للتربية والتكوين أو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بتنسيق مع وزارة التربية الوطنية، لإطلاق دراسات وطنية معمقة تُحدّد بدقة أسباب هذه الفجوة التعليمية بين الجنسين”.

وختم الخبير نفسه بأن “ما يظهر من تفوق الإناث الدراسي لا ينبغي أن يُقابل فقط بالأسى أو الإعجاب، بل بالفهم والتحليل، لأن ضعف أداء الذكور لا يمس فقط المدرسة، بل يمتد إلى مستقبل المجتمع ككل”، مناديا بـ”صياغة سياسات عمومية تربوية استباقية تضمن التوازن بين الجنسين في فرص النجاح والتمدرس، وتحافظ على تماسك المنظومة التربوية ورأس المال البشري الوطني”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق