"توصيات عملية" بتمويل المناخ وتدبير المحيطات تختتم "الحوارات الأطلسية" - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة

أسدلت “الحوارات الأطلسية”، مساء السبت في الرباط، ستار دورتها الثالثة عشرة، التي تمحورت نقاشاتها، طيلة ثلاثة أيام متتالية، حول إمكانيات ومنظورات تحقيق “أطلسيّ أوسع نطاقاً في عالم مُجزّأ”.

كريم العيناوي، الرئيس التنفيذي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أكد أهمية الدورة، واصفًا إياها بـ”دورة النضج”، مستدلاً بـ”الحضور المكثف والتفاعل القوي من 500 مشارك يمثلون 70 بلداً، قادمين من أربع قارات خلال ثلاثة أيام، ما يعكس عمق الالتزام والطموح الجماعي لفهم موقع المغرب ودوره في المبادرات الأطلسية، خاصة المبادرة الملكية التي تأتي في قلب هذه الدورة”.

اختتم العيناوي “الحوارات الأطلسية” بدعوة إلى العمل من أجل بذل جهود جماعية لمعالجة التجزئة (الانقسام) العالمية، مؤكداً على “أهمية إعادة بناء المؤسسات الوطنية وفوق الوطنية لإعلاء الأصوات الأطلسية وتعزيز التعاون”.

وفي تصريح لوسائل الإعلام إثر الجلسة الختامية للمؤتمر السنوي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أشار المسؤول الأول بالمركز إلى أن “بعض توصيات النقاش ذات طابع عملي”، مبرزًا “إنشاء بنك أخضر مخصص لتمويل المناخ في منطقة الأطلسي”.

كما تطرق العيناوي إلى “تبادل الديون من أجل المناخ كوسيلة لتحويل الديون إلى مشاريع تنموية”، مع تعزيز التعاون في قضايا حاسمة مثل “تدبير المحيطات والتنوع البيولوجي والمراقبة البحرية”.

وعن “المبادرات الأطلسية”، أورد رئيس “PCNS” أن “المغرب يعزز مكانته كجسر بين القارات من خلال استضافة هذا الحدث الذي يسعى إلى تقديم حلول استراتيجية للتحديات التي تواجه بلدان الأطلسي”، معتبراً أن “مركز السياسات يعمل على مبادرات متعددة، مثل المجموعة الاستراتيجية الأطلسية، إلى جانب مقترحات ملموسة تشمل إنشاء آلية مالية تجمع بين بنوك التنمية والقطاع الخاص لدعم المشاريع الكبرى”.

وشدد العيناوي على “أهمية الحوارات الأطلسية التي تتجاوز الجلسات الرسمية، حيث تساهم اللقاءات في خلق روابط إنسانية وشبكات تعاون طويلة الأمد”، مشيراً إلى أنّ “المغرب يظهر في هذا السياق كدولة منفتحة وقادرة على احتضان النقاشات المُعقّدة والعمل على الحلول بشكل شامل ومتواضع”.

برنامج القادة الشباب

وبخصوص برنامج انضمام 41 قائداً شاباً إلى مجتمع “الحوارات الأطلسية”، لفت العيناوي إلى أن “المؤتمر هذا العام أظهر اهتمامًا خاصاً بمشاركة الأجيال الشابة”، مستحضراً إسهام “برنامج القادة الشباب” الذي يهدف إلى دمج الشباب في النقاشات وتمكينهم من إحداث تأثير ملموس.

وأكد العيناوي أن “المناخ والطاقة يحتلان مكانة بارزة في اهتمامات المشاركين، مع دعوة ملحة لتقديم حلول عملية وقابلة للتنفيذ”.

وأشار إلى أن “الرسالة العامة” لمؤتمر الحوارات الأطلسية “تعزز التعددية والشراكات بين الدول المتقدمة ودول الجنوب، مع التركيز على تبادل الخبرات والممارسات الجيدة”.

وسجل بإيجاب أن “المغرب يقدم قيمة مضافة من خلال دوره كمنصة للحوار والانفتاح على الأفكار والمبادرات البناءة في ضفتي الأطلسي”.

عمل على مدار العام

أما بشأن الرؤية المستقبلية، فقد ركّز العيناوي على “استمرار عمل فرق البحث والتحليل بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، على مدار العام، عبر أبحاث ومبادرات متعددة الوسائط ونشر المعرفة لإحداث تأثير على مستوى السياسات العامة في منطقة الأطلسي بضفتيها”، مبدياً “طموحاً واعداً لتوسيع نطاق تأثير المركز ليشمل شراكات أقوى وابتكارات جديدة تدعم التنمية المستدامة في المنطقة”.

جدير بالذكر أنه، على مدى ثلاثة أيام (12–14 دجنبر 2024)، تناول الكلمة واعتلى منصة الحوارات الأطلسية متحدثون بارزون، من بينهم رؤساء دول وحكومات سابقون، ووزراء حاليون وسابقون، ودبلوماسيون، وكبار الباحثين، فضلاً عن ممثلي مراكز ومؤسسات فكرية وقادة الرأي، لإثراء النقاش حول الآفاق الجديدة لمنطقة “الأطلسي الأوسع”.

واستُكملت الجلسات العامة الإحدى عشرة، التي غطت هذا العام مجموعة واسعة من المواضيع، بعشرين جلسة جانبية تشجع على تبادل الآراء المتعمقة حول ديناميات الأطلسي والتحديات الجديدة للتعاون الدولي، مدعومة بالخبرة العابرة للقارات التي اكتسبتها الحوارات الأطلسية على مر الدورات السابقة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق