كشف فهد المصري، رئيس جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، ضمن مقال له على صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن “حزب الله والميليشيات الموالية لإيران تعمل على إنشاء قواعد جديدة لها في سوريا وتنقل قواتها إليها، لتجنب المزيد من الضربات مع الحفاظ على موطئ قدم استراتيجي بالقرب من مرتفعات الجولان”، مؤكدا أن “الحرس الثوري الإيراني أرسل إلى جنوب سوريا نحو 200 عنصر من جبهة “البوليساريو” المدعومة من الجزائر وإيران، وتمركزوا بشكل خاص في مطار الثعلة العسكري، وكتيبة الدفاع الجوي في السويداء، وفي اللواء التسعين البعيد بنحو 20 كيلومترا فقط من الجولان”.
وأشار المصري، ضمن المقال ذاته، إلى تدريب إيران لعدد من عناصر “البوليساريو” في مواقع للجيش السوري في ريف درعا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، متسائلا في الوقت ذاته عن طبيعة المكاسب التي تجنيها الجزائر في دعم “البوليساريو” في إطار عدائها للمغرب، وفي دعم نظام الأسد في سوريا وتحالفها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعدائها للشعب السوري، وعن سر سماحها بتغلغل طهران على أراضيها، وتجاهلها أن ميليشيا “البوليساريو” أضحت تشكل تهديدا على أمنها القومي، خاصة بعدما أصبحت تتلقى الأوامر مباشرة من القيادة الإيرانية.
وشدد الفاعل السياسي السوري ذاته على أن إقحام إيران لعناصر من ميليشيا “البوليساريو” في سوريا يؤكد صوابية المطالب الموجهة للمنتظم الدولي حول ضرورة وضع هذا التنظيم على لوائح الإرهاب، مؤكدا في الوقت ذاته أن “جبهة “البوليساريو” لا تشكل تهديدا فقط للوحدة الترابية المغربية، وإنما أيضا تهديدا لمنظومة الأمن الإقليمي؛ الشيء الذي يستوجب التحرك الجدي من أجل استئصال هذا التنظيم ومحاسبة كل من يدعمه ويسانده”.
على صعيد مماثل، أوضح رئيس جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا أن “إيران أجرت مجموعة من التغييرات التكتيكية المتسارعة في المنطقة خلال الشهر الماضي، من خلال أدواته المسلحة في المنطقة، حيث قام حزب الله لإخلاء مواقع عديدة جنوب سوريا قبالة هضبة الجولان، وحلت مكانه ميليشيا الحشد الشعبي التي جنس نظام الأسد أغلب عناصرها”، مشيرا إلى أن “عناصر حزب الله المُنسحبين من الجنوب السوري أُرسلوا إلى حمص واللاذقية وطرطوس.. حيث تمتلك طهران أكثر من 60 ميليشيا في سوريا موزعين على أكثر من 520 موقعا”.
وأكد أن طهران قامت بإعادة نشر الميليشيات التابعة لها في المنطقة، لتعزيز عملياتها انطلاقا من العراق وسوريا، وتخفيف الضغط على حزب الله على الجبهة اللبنانية، مسجلا “رصد عمليات لتهريب السلاح من لبنان إلى الداخل السوري انطلاقا من معبر الزمراني وبعض الأنفاق والمسالك الجبلية، بعد تعرض معاقل الحزب في لبنان للقصف الإسرائيلي”، لافتا إلى أنه “رغم تراجع حضور الحزب اللبناني في بعض المناطق في سوريا، كالقلمون وبعض البلدات الأخرى، فإنه لا يزال يسيطر فعليا على مواقع استراتيجية في الجنوب السوري، كطلعة موسى ثاني أعلى قمة في سوريا”.
وفي سياق حديثه عن حرب إسرائيل وحزب الله ونوع الأسلحة التي يستعملها هذا الأخير، أورد الفاعل السياسي السوري ذاته أن “استراتيجية الحزب تركز على إخفاء مخزونه الاستراتيجي من السلاح بعيدا عن الأنظار وبالضبط في المناطق النائية، حيث اعتمد هذا الحزب على سياسة حظر الرعي في بعض المناطق القريبة من مستودعاته، ومنع أصحاب الأراضي القريبة من هذه المستودعات من استثمارها حتى أن الجيش اللبناني نفسه لا يمكنه أن يصل إليها”.
وخلص إلى أن “إسرائيل لا سبيل أمامها أمام هذا الوضع سوى تنفيذ القرار الدولي رقم 1559 القاضي بنزع سلاح حزب الله في كل من سوريا ولبنان، لمنع أي تهديد عنها وعن بلدان وشعوب المنطقة”، مؤكدا في الوقت ذاته أن “التوقف عن تفكيك سلاح الحزب سيعني حتما أن الأخير سيستعيد قوته وبنيته العسكرية، مع تسجيل أنه لا يمكن التعويل على الجيش اللبناني المخترق من الحزب ومن طهران في تنفيذ هذه المهمة؛ بل يجب إرسال بعثة تفتيش دولية عن الأسلحة إلى لبنان، ووضع الحدود السورية ـ اللبنانية ومطار ومرفأ بيروت تحت رقابة وإشراف الناتو”.
النشرة الإخبارية
اشترك في النشرة البريدية للتوصل بآخر أخبار السياسة
اشترك
يرجى التحقق من البريد الإلكتروني
لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.
لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>
0 تعليق