تسلّمت القوات المسلحة لجمهورية الرأس الأخضر منحة مغربية عبارة عن مجموعة من المعدات الطبية، تضمنت مركبتين وثلاث سيارات إسعاف مجهزة، إضافة إلى أزياء عسكرية وأحذية، سيتم توزيعها على المناطق العسكرية الثلاث في هذا البلد الإفريقي بهدف تحسين خدماته الصحية العسكرية، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية في هذا البلد.
وجرت مراسم تسليم هذه الهبة المغربية في ثكنة “يوجينيو ليما” بمدينة برايا، أمس الثلاثاء، بحضور جانين ليليس، وزيرة الدفاع الوطني في حكومة الرأس الأخضر، وحسن صفارة، القائم بأعمال السفارة المغربية في هذا البلد، إلى جانب عدد من المسؤولين العسكريين.
استهلت وزيرة الدفاع الوطني حديثها بتوجيه الشكر للمملكة المغربية على هذه الهبة، مؤكدة أنها ستساعد بلادها في إصلاح قطاع الصحة العسكرية، مما سيُسهم في تحسين الخدمات الصحية العسكرية وأداء القوات المسلحة بشكل عام.
وقالت: “حتى الآن، قمنا بتعزيز ظروف التفتيش العسكري، وافتتحنا مركزًا صحيًا في مركز التدريب العسكري في ساو فيسينتي بمنطقة مورو برانكو، وقريبًا سنفتتح مركزًا صحيًا في المنطقة العسكرية الثالثة بمدينة برايا. كما قمنا بإعادة تنظيم الخدمة الصحية العسكرية بموجب مرسوم جديد صادر عن مجلس الوزراء”، موضحة أن “هذه الخطوات تأتي في إطار الإصلاحات التي تنفذها الحكومة لتحسين الخدمات الطبية والصحية العسكرية لتكون قادرة على مواجهة مختلف التحديات”.
وشددت على أن “هذه التبرعات المغربية ذات قيمة كبيرة وستعزز قدرات القوات المسلحة كجزء من نظام الحماية المدنية الوطني”، مسجلة في الوقت ذاته أن الدعم المقدم من الشركاء مكّن حكومة بلادها من تلبية الضروريات الأساسية، مما عزز قدرة القوات المسلحة في الرأس الأخضر على أداء مهامها الدستورية بشكل أفضل.
من جانبه، أشار حسن صفارة، القائم بأعمال السفارة المغربية، إلى أن “هذا الحدث يعكس المستوى العالي من التعاون بين البلدين”، مؤكدًا أن “التعاون بين القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها في الرأس الأخضر سيصل إلى مستوى استثنائي في المستقبل القريب”.
تعليقًا على ذلك، قال عبد الرحمن مكاوي، خبير في الشؤون العسكرية، إن “قطاع الصحة العسكرية في المغرب متقدم جدًا، ويتفوق في العديد من التخصصات حتى على القطاع المدني، مما يجعله نموذجًا إفريقيًا تسعى العديد من دول القارة للاستفادة من تجربته”.
وأشار مكاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن “العديد من الجيوش الإفريقية استفادت من تكوينات وتدريبات في قطاع الصحة والطب العسكريين، كما استفادت أيضًا من تبرعات مغربية في إطار استراتيجية الرباط لمواكبة حاجات جيوش الدول الصديقة، من ضمنها الرأس الأخضر التي تدعم سيادة المغرب على صحرائه وافتتحت قنصلية عامة لها في مدينة الداخلة جنوب المملكة”.
واعتبر الخبير ذاته أن “التحديات الكبرى التي يواجهها هذا البلد، سواء الاقتصادية أو الأمنية، مثل استهدافه من طرف كارتيلات المخدرات القوية في أمريكا اللاتينية، تفرض عليه تعزيز تعاونه العسكري مع المملكة المغربية التي راكمت تجربة مهمة في مواجهة هذه المخاطر”.
وشدد على أن “مثل هذه التبرعات المغربية المهمة بالنسبة لبلد بهذا الحجم، تُسهم في بناء ثقة متبادلة وتقوي العلاقات بين البلدين على المستويين السياسي والدبلوماسي”.
وختم مكاوي بأن “سياسة الهبات المغربية تقوم على مبدأ التضامن الذي يستحضر حاجيات الدول الشريكة ومختلف المشاكل التي تواجهها، ولا تعتمد على استراتيجية الشعارات أو محاولة شراء المواقف السياسية، وهي ممارسات تنتهجها بعض الدول التي تستغل هشاشة أو ضعف الدول الصغيرة في إفريقيا لاستمالتها والتأثير على مواقفها السياسية خدمة لأهداف معينة”.