تصعيد واتهامات متبادلة بخرق الاتفاق .. هدنة غزة على حافة الانهيار - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اهتزّ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الأحد، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي شنّ غارات في جنوب القطاع ردا على هجمات لـ”حماس” على مواقعه؛ وهو ما نفته الحركة.

وأصدر بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأحد، تعليمات لقوات الأمن “بتحرك قوي ضد الأهداف الإرهابية في قطاع غزة”، متهما “حماس” بانتهاك وقف إطلاق النار.

لكن “حماس” ردت بأنها ملتزمة بوقف إطلاق النار، وأنها ليس علم بوقوع اشتباكات في رفح.

دخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري، بضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد حرب مدمرة تواصلت لأكثر من سنتين عقب هجوم “حماس” في السابع من أكتوبر 2023.

وبموجب المرحلة الأولى من الاتفاق، سلمت “حماس”، في الثالث عشر من الشهر الحالي، 20 رهينة على قيد الحياة في مقابل 2000 معتقل فلسطيني أفرجت عنهم الدولة العبرية.

لكن الجيش الإسرائيلي قال، في بيان الأحد: “في وقت سابق اليوم، أطلق الإرهابيون صواريخ مضادة للدبابات وفتحوا النار على قوات جيش الدفاع الإسرائيلي العاملة لتدمير البنية التحتية الإرهابية في منطقة رفح وفقا لشروط اتفاق” وقف إطلاق النار.

وأضاف: “رد جيش الدفاع الإسرائيلي بتنفيذ غارات جوية باستخدام مقاتلات ونيران مدفعية، مستهدفا منطقة رفح للقضاء على التهديد، وقام بتدمير عدة أنفاق ومنشآت عسكرية تم رصد نشاط إرهابي فيها”.

سموطريتش: “إنها الحرب!”

وروى شاهد لوكالة فرانس برس أن “الطيران الحربي نفذ غارتين على رفح، لا توجد تفاصيل حول وجود شهداء أو جرحى.. المنطقة خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي”.

وقال شاهد آخر إن “مقاومين من “حماس” استهدفوا مجموعة تابعة لياسر أبو شباب (المعادي لحماس) في جنوب شرق رفح، وتفاجأوا بوجود دبابات للجيش” الإسرائيلي.

وأضاف الشاهد: “يبدو أن اشتباكا وقع، لا أعرف بالضبط، الطيران نفذ غارتين من الجو بالمكان، ولا تفاصيل”.

من جهة أخرى، أكدت كتائب عز الدين القسّام، الجناح المسلح لـ”حماس”، الأحد، التزام الحركة اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، نافية علمها بوقوع اشتباكات في رفح.

وقالت، في بيان عبر “تلغرام”: “نؤكد على التزامنا الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه؛ وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة”.

وأضافت: “لا علم لنا بأية أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث إن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في مارس” الفائت.

واتهم عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لـ”حماس”، إسرائيل بخرق الاتفاق.

وقال: “الاحتلال الصهيوني هو من يواصل خرق الاتفاق واختلاق الذرائع الواهية”.

وسرعان ما صدرت ردود فعل عن مسؤولين إسرائيليين؛ مثل بتسلئيل سموطريتش، وزير المال اليميني المتطرف، الذي كتب على موقع “أكس”: “إنها الحرب!”.

وفي وقت سابق، أعلنت إسرائيل أنها تعرّفت على جثتي رهينتين سلمتهما “حماس” في إطار الاتفاق، ليرتفع بذلك عدد الرفات المسلّمة من الحركة إلى 12.

ووفقا للسلطات الإسرائيلية، يعود الرفات الأول إلى الإسرائيلي رونين إنغل، والثاني إلى التايلندي سونتايا أوكارسري، وقد خُطفا في هجوم السابع من أكتوبر 2023.

وأعلن مكتب نتانياهو مرة جديدة، الأحد، أن إسرائيل لن تقوم بـ”أية مساومة”، ولن تدخر جهدا “إلى أن يُستعاد كل الرهائن الذين قتلوا”.

وتشترط إسرائيل استعادة رفات كل الرهائن، قبل السماح بفتح معبر رفح الضروري لإدخال المساعدات إلى القطاع المنكوب.

وتقول “حماس” إن استمرار إقفال المعبر يعيق دخول المعدات اللازمة للبحث عن رفات الرهائن بين الأنقاض.

“مهمة هائلة”

والسبت، اعتبر توم فليتشر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، وهو أول مسؤول أممي كبير يزور القطاع غزة منذ توقف العمليات العسكرية، أن “هناك مهمة هائلة يتعين القيام بها”.

وقال فليتشر، لوكالة فرانس برس في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة حيث عاين حجم الدمار: “جئت إلى هنا قبل سبعة أو ثمانية أشهر. كانت غالبية هذه المباني لا تزال قائمة. أما الآن، فمن المروع للغاية رؤية جزء كبير من المدينة وقد تحول أرضا خلاء”.

وأضاف المسؤول الأممي: “لدينا الآن خطة ضخمة مدتها 60 يوما لزيادة الإمدادات الغذائية، وتوزيع مليون وجبة يوميا، والبدء بإعادة بناء القطاع الصحي، وإقامة خيام لفصل الشتاء، وإعادة مئات الآلاف من الأطفال إلى المدارس”.

وفي أنحاء غزة، يعمل عناصر الإنقاذ على انتشال جثامين الفلسطينيين من تحت الأنقاض؛ في حين تسعى “حماس” إلى استخراج رفات الرهائن الإسرائيليين الذين من المقرر أن تسلمهم للصليب الأحمر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق