كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، أن الوزارة تشتغل على خطّة شاملة لمحاصرة الهدر المدرسي سيكون توفير النقل المدرسي أحد أبرز مداخلها، مشددا على أنه “سيتمّ تخصيص إمكانيات هائلة لهذا النقل بالنسبة للتلاميذ الذين لا يستطيعون الوصول إلى مدارسهم أو من يتطلّب وصولهم إلى الحجرة أكثر من نصف ساعة أو ساعة من الزمن”.
وأضاف برادة في عرض خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال، اليوم الثلاثاء، لدراسة مواضيع تتعلق بالدخول المدرسي 2025-2026، أنه “سيتم إسناد هذا التوجه بالرهان أكثر على الداخليات، ودور الطالبة، حتى نضمن بقاء التلميذ والتلميذة بقرب المؤسسة التعليمية”، وقال: “نشتغل على هذا الملف بالتنسيق مع وزارة الداخلية، ومع المجالس الإقليمية”.
وشدد المتحدث عينه على موقع مدارس الفرصة الثانية كذلك داخل هذه الخطّة، موردا أن “عدد الأطفال في هذه المدارس سينتقل من 22 إلى 35 ألفا”، وزاد: “هؤلاء الأطفال سيُمنحون دعما ماليا قدره 6 آلاف درهم لكل طفل، حتى يسهل التكفل بهم، وإعادة إدماجهم في المدارس لمدة سنة أو سنتين، حتى يتمكنوا من العودة إلى مسارهم الدراسي”.
وعبر المسؤول الحكومي عن وعيه بأن “المستوى التعليمي لدى هذه العينة من التلاميذ يكون منخفضا بعض الشيء، ولكن سوف يتم تلقينهم حرفة معينة، من المرجّح أن تكون وسيلة لكسب مدخول ويتوفر لهم مسار مهني مستقبلي”، وتابع: “سيُمنحون شهادة مهنية معترفا بها من طرف مؤسسات التكوين المهني، حتى يتمكنوا من الالتحاق بها لاحقا”.
وبين وزير التربية أنه “ستكون لديهم كذلك فرصة إتمام مسيرتهم التعليمية من داخل مدارس الفرصة الثانية، ومن ثم الالتحاق بسوق الشغل عن طريق الحرف التي تعلموها”، مشددا على أن “الهدف الأساسي هو تقليص الهدر المدرسي في المستوى الإعدادي بنسبة 50 بالمائة، والعمل على إيجاد حلول للنصف المتبقي، سواء عبر المدرسة الثانية، أو من خلال التكوين المهني”.
ومضى شارحا: “ما يهمنا هو أنه بعد عامين أو ثلاثة، نكون قد قلّصنا الهدر المدرسي، ووجدنا حلولا داخل مدارس الفرصة الثانية، حتى لا يظل أي تلميذ تائها في الشارع دون أن نوفر له حلا لإدماجه مجددا”، وقال: “إن لم نقم بهذا العمل، فلن نتمكن أبدا من حل لسد هذه الثغرة؛ فلدينا مليون و500 ألف من الشباب المغربي الذين لا يعملون ولا يتلقون تعليما ولا تدريبا بالمغرب (المعروفون علميا بتسمية “NEET”)”.
وبالنسبة لبرادة، فإنه إذا ظلّ الوضع على حاله، سيتزايد هذا العدد سنويا بنحو 200 إلى 300 ألف”، مضيفا: “قد نتمكن من إيجاد حلول لـ100 أو 200 ألف كل سنة، ولكن إذا استمر التزايد بـ300 ألف، فلن نلحق. مع أن هناك إجماعا كي نتحكم في الهدر المدرسي، خاصة في المستوى الإعدادي، وكذلك في الابتدائي”.
وأشار من جهة أخرى إلى دور “غياب المرافق الصحية” في تزايد الانقطاع عن التمدرس، وقال: “الفتيات يختلفن عن الأولاد؛ الفتيات عندما يصلن إلى سن معيّن، لا يستطيع آباؤهن السماح لهن بالاستمرار في الدراسة في غياب المرافق الصحية. هذا أمر بسيط من حيث الظاهر، لكنه في الواقع مشكل حقيقي، ولا تزال لدينا مؤسسات تعليمية بدون مرافق صحية، يجب أن نُعالج هذا الأمر في أقرب وقت”.
0 تعليق