فرنسا تختبر إصرار "أشبال الأطلس" - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يواصل المنتخب المغربي للشباب، أقل من 20 عاما، كتابة واحدة من أجمل صفحات تاريخه الكروي؛ إذ يلتقي نظيره الفرنسي غدا الأربعاء على ملعب “إلياس فيجيروا براندر” في نصف نهائي كأس العالم تحت 20 عاما.

تحمل المواجهة في طياتها رمزية خاصة، فهي ليست مجرد صراع من أجل بلوغ النهائي، بل فرصة لاستعادة ذكرى قبل نهائي 2022 بين المنتخبين على مستوى الكبار، حين فازت فرنسا 2-0 في مونديال قطر، لتتحول مباراة الشباب إلى موعد محتمل لرد الاعتبار.

وجاء تأهل “الأشبال” بعد انتصار لافت على الولايات المتحدة الأمريكية بثلاثة أهداف لهدف في دور الثمانية، ليكرر المنتخب إنجازه التاريخي في نسخة 2005 بهولندا عندما حل رابعا.

هذا المسار الصاعد يعكس بوضوح نضج الجيل الجديد لكرة القدم المغربية، واستثمارا ناجحا في تكوين الفئات العمرية الذي بدأ يعطي ثماره على المستويين القاري والعالمي.

أما المنتخب الفرنسي، فبلغ بدوره المربع الذهبي بفوزه على النرويج 2-1 بفضل تألق المهاجم سايمون بوابري، ليؤكد حضوره القوي في بطولات الشباب التي طالما كان فيها رقما صعبا.

مواجهة المغرب وفرنسا هذه المرة تأتي في سياق تنافسي مختلف، حيث يملك الفريق المغربي حافزا مضاعفا لكتابة التاريخ، وهو يدرك أن الوصول إلى النهائي سيجعله أول منتخب عربي وثالث إفريقي، بعد غانا ونيجيريا، يبلغ نهائي كأس العالم للشباب.

ويدخل أشبال المدرب محمد وهبي المباراة بثقة عالية وروح جماعية لافتة. وهبي، الذي صنع توليفة متجانسة من اللاعبين المحليين والمحترفين في أوروبا، شدد بعد الفوز على أمريكا على أن “الفريق استعاد مبادئه التكتيكية وحافظ على رباطة جأشه رغم الضغوط الكبيرة في الشوط الأول”.

وتعكس تصريحات المدرب فلسفته القائمة على الانضباط والوعي التكتيكي قبل أي شيء آخر، وهي العناصر التي مكنت الفريق من التعامل بذكاء مع إيقاع المباريات الكبرى.

وسيغيب عن اللقاء الظهير الأيمن علي معمر بسبب الإيقاف، بينما سيحضر باقي اللاعبين الأساسيين، وعلى رأسهم المتألق عثمان معمة، وصانع الألعاب ياسين جسيم، وثنائي الدفاع الصلب إسماعيل بختي وإسماعيل باعوف.

أما المدرب، فشدد على أن “هذه المجموعة متماسكة للغاية… عندما تلعب في كأس العالم، لا تحتاج إلى تحفيزهم أكثر من ذلك، فهم يعلمون أن بلدهم بأكمله يدعمهم، وحتى الملك يدعمهم”.

منذ انطلاقة البطولة، اعتُبر المنتخب المغربي مفاجأة المونديال بفضل منظومته الجماعية المتكاملة وفهم لاعبيه العميق لخطة اللعب. ففي مباراة الولايات المتحدة، ورغم فترات الضغط، أظهر الفريق قدرة عالية على التنظيم الدفاعي وتنفيذ الهجمات المرتدة في التوقيت المثالي، مما منحه أفضلية تكتيكية واضحة.

الروح الجماعية والتفاهم داخل الملعب كانا أبرز سمات الأداء المغربي؛ إذ بدت التحركات منسجمة ومتناسقة، سواء في التغطية الدفاعية أو في بناء الهجمات. على مستوى الأطراف، برز ياسين جسيم كمحرك رئيسي بمهاراته الفردية وقدرته على خلق التوازن بين الجانبين الهجومي والدفاعي، فيما قدم لاعبو الخط الخلفي نموذجا في الصلابة والانضباط.

الآن، يقف “الأشبال” على بعد خطوة واحدة من المجد، فمواجهة فرنسا ستكون اختبارا جديدا للروح والإصرار، لكنها أيضا فرصة ليكتب هذا الجيل قصته الخاصة، بعيدا عن ظلال الماضي، وليؤكد أن الحلم المغربي في كرة القدم العالمية لم يعد حلما بعيد المنال، بل أصبح واقعا يتشكل بثقة وجيل جديد لا يعرف المستحيل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق