رغم حديث جهات رسمية عن “بوادر انتعاش واعدة في القطاع السياحي بمدينة ورزازات، ما يعزز الآمال في مستقبل مشرق لهذه الوجهة السياحية”، تبرز قراءة مغايرة تدفع بـ”تراجع النشاط السياحي المرصود رسميا في أرقام ‘مرصد السياحة’ خلال الأشهر الثمانية الأولى التي تتوفر بشأنها أرقام وبيانات محيّنة إلى حدود الساعة”، حسب الخبير والمهتم بالشأن السياحي الزبير بوحوت، الذي نبه إلى أن “انتعاش الإقبال السياحي على هذه الوجهة ملحوظ، لكن إذا ما قورن بسنة 2022، التي ليست سنة مرجعية”.
وحسب بوحوت، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، فإن “ورزازات تشهد هذه السنة تراجعا ملحوظاً في القطاع السياحي رغم الانتعاش الوطني”، منبها إلى أن ذلك يأتي “في ظل تحديات هيكلية وأزمات في قطاع النقل الجوي”، وزاد: “رغم الجهود الوطنية لدعم القطاع السياحي إلا أن المدينة شهدت انخفاضًا كبيرًا في عدد الوافدين وليالي المبيت في الـ8 أشهر الأولى من سنة 2024 مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2023، ما يثير القلق حول مستقبلها كوجهة سياحية رئيسية في المملكة”.
الخبير ذاته أورد أن “الإقليم، بعد تشخيص وضعه السياحي حسب بيانات مرصد السياحة التابع للوزارة الوصية، يحتاج إلى إستراتيجيات واضحة لإعادة التأهيل”، قائلا إنه “رغم وجود برامج حكومية لتطوير القطاع السياحي إلّا أن العديد من المبادرات لا تكتسي الطابع الجدي والفعالية الكافية لتحقيق نمو واضح ومستدام؛ فالوضع مازال يتطلب إصلاحات شاملة وإرادة محلية قوية لتحقيق نهضة سياحية حقيقية”، وفقه.
واستدل المتحدث ذاته بآخر أرقام ولوحات قيادة “المرصد المغربي للسياحة” حول السياحة حسب كل جهة مغربية، حيث سجلت ورزازات، وفقها، “انخفاضًا بنسبة 20% في عدد الوافدين السياحيين في 2024 مقارنة بالعام السابق”؛ كما تراجعت الليالي السياحية بنسبة 11% بين يناير وغشت 2024، حسب البيانات نفسها، مؤكدا أن “هذا ما يعكس تحديات كبرى تواجه المدينة التي كانت تعد واحدة من الوجهات الأكثر جذبًا للسياح، لاسيما في مجالات السياحة الثقافية والسينمائية”.
تبعاً لذلك نادى بوحوت بـ”إجراءات عاجلة مطلوبة”، مردفا بأن “ورزازات في حاجة إلى إستراتيجيات محلية واضحة تعتمد على تطوير وسائل النقل، خصوصًا عبر تحسين الربط الجوي وتخفيف صعوبات المواصلات البرية”، وتابع: “كما يتطلب الأمر تدابير عاجلة لتحسين البنية التحتية الفندقية وتعزيز العروض السياحية المتنوعة”.
وفي تقدير الخبير ذاته فإن “هذا التراجع في النشاط السياحي يعود إلى عوامل رئيسية؛ أهمها المشاكل الهيكلية التي تعاني منها المدينة، وقلة الاهتمام بتطوير البنية التحتية السياحية”، وواصل: “كما ساهم ضعف النقل الجوي في تقليص تدفق السياح”، معتبرا أنه “بخلاف التقدم الذي أحرزته بعض المدن المغربية في تحسين الربط الجوي تظل ورززات تواجه تحديات كبيرة في هذا المجال، وهو ما يزيد من تعقيد إمكانية الوصول إليها، خاصة عبر ممر تيشكا”.
النشرة الإخبارية
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
اشترك
يرجى التحقق من البريد الإلكتروني
لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.
لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>