في سياق الجهود المبذولة لمكافحة التهريب الدولي وحماية الأصناف البرية المهددة بالانقراض، تمكنت السلطات الأمنية بمدينة وجدة من حجز 4 آلاف و200 طائر من فصيلة “الحسون”؛ في عملية أمنية تهدف إلى التصدي للاتجار غير المشروع في هذا النوع من الطيور.
ويُعتبر طائر الحسون من الطيور التي تميز البيئة المغربية بتغريده ومظهره الجذاب، وشهدت أعداده تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة نتيجة لعوامل عديدة، منها ما هو بيئيي وبشري؛ أبرزها تدمير موائله الطبيعية والصيد غير المشروع.
في هذا السياق، قال أيوب كرير، رئيس جمعية “أوكسيجين للبيئة والصحة”، إن “طائر الحسون كان منتشرا بشكل واسع في مختلف ربوع المملكة قبل أن يشهد تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة، حتى بات مهددا بالانقراض”.
وأكد كرير، ضمن تصريح لهسبريس، أن الطائر سالف الذكر “يعد ثروة وطنية ذات قيمة عالية، وأن فقدانه سيكون بمثابة ضياع لتراث طبيعي لا يمكن تعويضه”، مشيرا إلى أهمية دوره في الحفاظ على التنوع البيولوجي عبر المساهمة في نشر البذور وتلقيح النباتات.
وأضاف الناشط في الميدان البيئي أن صيد طائر الحسون بشكل غير مشروع “يمثل تحديا آخر يواجه الحفاظ على هذا الطائر، حيث يُصطاد بطرق غير قانونية ويباع في الأسواق السوداء؛ وهو ما يعزز من تدهور أعداده”، مؤكدا في هذا السياق على أهمية تفعيل القوانين الرامية إلى حماية الطيور والحفاظ على التنوع البيولوجي.
أشار رئيس جمعية “أوكسجين للبيئة والصحة” إلى أن أحد الأسباب الرئيسية وراء تناقص أعداد الحسون هو “التدمير المستمر للموائل الطبيعية التي كان يعيش فيها، نتيجة التطور العمراني وإزالة الغابات التي شكلت خطرا كبيرا على العديد من الأنواع الحية”.
وفي هذا الصدد، أبرز المتحدث عينه أن إزالة الغابات وتعويضها إما بمزارع ضخمة أو بمناطق سكنية قد أدى إلى فقدان المواطن الطبيعية لهذه الطيور؛ وهو ما جعل من الصعب عليها التكيف مع هذه المتغيرات البيئية.
من جانبه، اعتبر محمد بنعطا، منسق التجمع البيئي لشمال المغرب، أن “التهريب الدولي لطائر الحسون يهدد بانقراضه”، مشيرا إلى أن “الطلب المتزايد على هذا الطائر في السوق الجزائرية يشجع على استمرارية هذه التجارة غير المشروعة والصيد غير القانوني”.
وشدد بنعطا، في حديث لهسبريس، على “ضرورة تعزيز الجهود من قبل السلطات المعنية، مثل موظفي المياه والغابات، ويقظتها المستمرة لضمان حماية هذا النوع من الطيور”، داعيا إلى “تعزيز التدابير الرامية إلى ردع عمليات التهريب والحد منها”، مشيرا إلى أن بقاء هذا الطائر “مرهون بالتحرك السريع والحاسم من قبل الجهات المسؤولة”.