يتواصل ضواحي مدينة طنجة مسلسل نهب الرمال من طرف أرباب شاحنات، حيث جرى نهاية الأسبوع ضبط شاحنة في حالة تلبس بسرقة الرمال في أحد شواطئ المدينة، الأمر الذي يعيد إلى الواجهة موضوعا طالما شكل مصدر قلق لسلطات المراقبة وأجهزة الدرك المعنية بمكافحة الظاهرة.
ووفق مصادر محلية تحدثت إلى جريدة هسبريس الإلكترونية فإن دورية مراقبة تابعة للدرك الملكي بإقليم طنجة تمكنت من توقيف شاحنة وإلقاء القبض على سائقها بعدما تم ضبطه متلبسا بسرقة الرمال في أحد الشواطئ الواقعة بين طنجة وأصيلة.
وأكدت المصادر ذاتها أن السائق المتورط في العملية جرى اعتقاله بتنسيق مع النيابة، وإيداعه رهن تدبير الحراسة النظرية، تمهيدا لتقديمه أمام وكيل الملك في المحكمة الابتدائية بطنجة في الآجال المحددة.
ويمثل نهب الرمال في سواحل الشمال أحد المواضيع الشائكة التي لطالما مثلت موضوع تجاذب بين المنتخبين والسلطات بمختلف مستوياتها، إذ يعمد الكثير من المتورطين في سرقة الرمال إلى الاستنجاد بالسياسيين والمنتخبين من أجل إنقاذهم من الورطة التي يجدون أنفسهم غارقين فيها بعد ضبطهم متلبسين.
أحمد الطلحي، الخبير في المجال البيئي وأحد أبناء مدينة طنجة، قلل من أهمية سرقة الرمال، وتحدث عن تراجع مستوى الظاهرة في عروس الشمال والشواطئ المجاورة لها، معتبرا أن ما يسجل أحداث عادية وطبيعية في المدن الساحلية.
وسجل الطلحي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن سكان المناطق الساحلية مخطئون في الاعتماد على الرمال المسروقة من الشواطئ القريبة في البناء، معتبرا أن جودتها الرمال المالحة تبقى منخفضة مقارنة مع الرمال المستخرجة من المقالع البعيدة عن البحر والساحل.
وشدد الخبير في المجال البيئي على أن الممارسات المسجلة تبقى غير قانونية وموجبة للمساءلة القانونية ومحاسبة المتورطين في هكذا أفعال وجرائم يتم اقترافها من قبل البعض، مؤكدا أهمية أدوار رجال الدرك الملكي وشرطة البيئة في مراقبة رمال الشواطئ وحمايتها من النهب الذي يستهدفها.
ودعا الطلحي إلى تكثيف الحملات ودوريات المراقبة لمنع هذه الممارسات، مبرزا أن نهب رمال الشواطئ له تداعيات وتأثير واضح على البيئة، ومردفا بأن سرقة كميات ضخمة من رمال الشاطئ من شأنه أن يؤثر سلبا على البيئة وتوازنها، وبأن الرمال الموجود في الشواطئ تشكلت عبر عشرات ملايين السنين؛ كما شدد على أن إهدارها وتبديدها يجعل الشاطئ يخسر القيمة المضافة الأساسية التي تمنحها له الرمال، وهي الاستدامة.
0 تعليق