لحظات تأمل في الماضي واعتزاز بالحاضر واستشراف للمستقبل، شهدها الحفل الذي نظمته سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الاثنين بالرباط، بمناسبة العيد الوطني الإماراتي، الذي يصادف الثاني من شهر دجنبر من كل سنة، تخليدا لذكرى تأسيس الاتحاد في عام 1971، وذلك بحضور عدد من السفراء والملحقين العسكريين العرب والأجانب المعتمدين في المغرب، إضافة إلى شخصيات حكومية مغربية، على رأسها أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعبد اللطيف وهبي، وزير العدل.
وجرى خلال هذا الحفل، الذي افتتح على أنغام النشيدين الوطنيين الإماراتي والمغربي، عرض شريط وثائقي يوثق لتاريخ بناء الدولة الإماراتية، بدءا باتخاذ الشيخين الراحلين زايد بن سلطان آل نهيان وراشد بن سعيد آل مكتوم أولى الخطوات نحو تأسيس الاتحاد في عام 1968، وعقد “اجتماع السميح” في 18 فبراير من العام نفسه، ودعوة الإمارات الخمس المتصالحة، إضافة إلى البحرين وقطر، إلى مفاوضات التأسيس، وصولا إلى اجتماع حكام ست إمارات وإعلان التأسيس الرسمي للدولة في دجنبر من عام 1971، وانضمام إمارة رأس الخيمة في بداية العام التالي.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، استحضر العصري سعيد أحمد الظاهري، سفير أبوظبي لدى الرباط، إنجازات بلاده في هذا اليوم الذي يؤرخ أيضا لمرور أكثر من خمسة عقود على تأسيس العلاقات الدبلوماسية المغربية-الإماراتية، مشيرا إلى أن “المسيرة الاتحادية الرائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة حققت منذ تأسيسها، تحت قيادة الشيخ والقائد المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إنجازات كبرى شملت العديد من المجالات الاقتصادية والسياسية والصحية والاجتماعية، معتمدة على سياسة متزنة كرست لعقد شراكات استراتيجية ومكنت البلاد من تحقيق تطور كبير على كافة المستويات”.
واستند الدبلوماسي الإماراتي إلى لغة الأرقام ليسلط الضوء على بعض من هذه الإنجازات، متمثلة في نسب النمو المهمة التي حققها الناتج الإجمالي والناتج الإجمالي غير النفطي في عام 2023 مقارنة بالعام الذي سبقه، مما مكن هذا البلد الخليجي من احتلال مواقع متقدمة في عدد من المؤشرات الاقتصادية العالمية.
ولم يفت سفير الإمارات بالمغرب أن يذكر بالعلاقات المتميزة التي تجمع بلاده بالمملكة المغربية، إذ أكد أن “العلاقات المغربية-الإماراتية تميزت بديناميكية كبيرة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، توجتها الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى أبوظبي أواخر العام الماضي، وتخللها توقيع إعلان الشراكة المبتكرة والراسخة والمتجددة بين البلدين”، مشددا على أن “حجم الاستثمارات الإماراتية في المغرب يشهد على عمق العلاقات بين هذين البلدين الشقيقين”.
وتابع المسؤول الدبلوماسي الإماراتي بأن بلاده “تعتبر أن استقرار محيطها العربي والإقليمي هو جزء من استقرارها، ولهذا كانت من أوائل الدول التي افتتحت قنصلية لها في مدينة العيون بالأقاليم الجنوبية للمملكة، في تأكيد على الموقف الثابت والراسخ لدولة الإمارات العربية المتحدة تجاه القضايا التي تهم المغرب، وعلى رأسها قضية الصحراء، التي كانت ولا تزال وستظل مغربية إلى الأبد، في الوقت الذي تساند فيه المملكة المغربية جهود الدولة لاستعادة سيادتها على الجزر الثلاث المحتلة”، في إشارة إلى موقف الرباط الداعي لإنهاء الاحتلال الإيراني لجزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزيرة أبو موسى، التي احتلتها طهران في نونبر من عام 1971.
وأضاف أن “في سياق دعم الأمن والاستقرار الإقليميين، تقود الإمارات، منذ بدء الحرب في غزة، جهودا متواصلة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتجنب التصعيد”، مشيرا أيضا إلى المبادرات الإنسانية التي أطلقتها القيادة الإماراتية لفائدة الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك عبر الطرق البرية والبحرية والجوية”، موضحا أن بلاده كانت من أوائل الدول التي سارعت إلى تقديم مساعدات طبية وإغاثية لفائدة شعب غزة.
النشرة الإخبارية
اشترك في النشرة البريدية للتوصل بآخر أخبار السياسة
اشترك
يرجى التحقق من البريد الإلكتروني
لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.
لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>
0 تعليق