حسمت خمسة منتخبات عربية تأهلها رسميًا إلى كأس العالم 2026، الذي تحتضنه الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا، في إنجاز غير مسبوق يعكس التطور اللافت للكرة العربية خلال السنوات الأخيرة، مع توقعات بارتفاع عدد المنتخبات المتأهلة مع ختام الدور الرابع من التصفيات الآسيوية.

وضمنت منتخب الأردن ومنتخب المغرب ومنتخب تونس ومنتخب مصر ومنتخب الجزائر مشاركتها في النهائيات، لتسجل رقمًا قياسيًا جديدًا من حيث عدد المنتخبات العربية الحاضرة في نسخة واحدة من البطولة العالمية، بينما تبقى الفرصة قائمة لمنتخبات أخرى للحاق بهذا الإنجاز التاريخي.

وتتجه الأنظار إلى عدد من نجوم الكرة العربية الذين سيحملون آمال جماهيرهم في الصيف المقبل، إذ يقود محمد صلاح المنتخب المصري للمشاركة الرابعة في تاريخه، والثانية له شخصيًا بعد نسخة روسيا 2018، ويأمل في ترك بصمة مميزة في ما قد تكون آخر مشاركة له في المونديال، مع سعيه إلى تجاوز دور المجموعات لأول مرة منذ عقود.

ويعود أشرف حكيمي للمشاركة العالمية الثالثة مع مننتخب المغرب بعد نسختي روسيا 2018 وقطر 2022، ويدخل النهائيات المقبلة بخبرة كبيرة وطموح واضح لتكرار الإنجاز التاريخي الذي حققه منتخب بلاده بالوصول إلى نصف النهائي في مونديال قطر، مستفيدًا من حالة الاستقرار الفني التي يعيشها الفريق.

أما النجم الجزائري رياض محرز فيقود منتخب بلاده للمرة الثانية بعد مشاركته الأولى في البرازيل 2014، ويطمح إلى تحقيق مسار أفضل من ذلك الذي قدمه المنتخب آنذاك، مع تركيزه على تجاوز دور الـ16 وإعادة الجزائر إلى الواجهة العالمية بعد غياب دام سنوات.

ويكتب المنتخب الأردني صفحة جديدة في تاريخه الكروي بتأهله للمونديال للمرة الأولى، ويبرز موسى التعمري كأحد أبرز الأسماء التي خطفت الأضواء خلال التصفيات، حيث قاد الفريق بتألق لافت، ولفت أنظار المتابعين بمستوياته مع ناديه في الدوري الفرنسي.

ويعوّل المنتخب التونسي كثيرًا على إلياس السخيري، نجم الدوري الألماني، من أجل تقديم نسخة أفضل من المشاركات السابقة، بعد أن شارك في مونديال قطر 2022، إذ يسعى مع زملائه إلى تخطي الدور الأول للمرة الأولى في تاريخ نسور قرطاج.

ويدخل إبراهيم دياز نهائيات 2026 تحت الأضواء، بعدما اختار تمثيل المغرب بدلًا من إسبانيا، ويأمل في استثمار مستوياته مع ناديه العريق في أوروبا من أجل ترك بصمة في أول ظهور مونديالي له، في وقت ينتظر فيه الجمهور المغربي منه أداءً استثنائيًا.

وتتعلق الآمال المصرية أيضًا بالنجم عمر مرموش، الذي قدّم عروضًا قوية في الدوري الألماني قبل انتقاله إلى الدوري الإنجليزي، حيث يراه كثيرون الشريك المثالي لمحمد صلاح في الخط الهجومي، خاصة مع امتلاكه السرعة والقدرة على اختراق الدفاعات.

ويُعد يزن أبو العرب أحد أبرز نجوم الدفاع في المنتخب الأردني، إذ لعب دورًا حاسمًا في رحلة التأهل التاريخي، مقدّمًا مستويات ثابتة مع ناديه في الدوري الكوري الجنوبي، مما جعل اسمه من بين الأسماء المنتظرة في النهائيات المقبلة.

كما يشارك حسام عوار مع الجزائر للمرة الأولى في المونديال بعد أن اختار تمثيل بلده الأم بدلًا من فرنسا، ويأمل في أن يشكل ثنائيًا قويًا مع رياض محرز في خط الوسط والهجوم، ليمنح محاربي الصحراء دفعة قوية على الساحة العالمية.

ويحرس ياسين بونو مرمى المغرب بثقة كبيرة في ثالث مشاركاته المونديالية بعد روسيا 2018 وقطر 2022، إذ يُعد أحد أفضل الحراس في العالم خلال السنوات الأخيرة، ورُشح مرتين لجائزة أفضل حارس عالمي، ويعتمد عليه المنتخب المغربي لضمان تماسكه الدفاعي في مواجهة الكبار.

وبهذا التأهل الجماعي، تدخل المنتخبات العربية النسخة المقبلة من المونديال برقم قياسي وطموحات غير مسبوقة، مع آمال جماهيرية كبيرة في أن يواصل اللاعبون العرب كتابة تاريخ جديد في واحدة من أكبر البطولات الرياضية حول العالم.