الطفلة ابنة مريم عصام فين ماما يا بابا ؟ عبارة تتردد باستمرار على لسان الطفلة الصغيرة التي لم تتجاوز السنتين، ابنة المعلمة مريم عصام، ضحية حادث السير المأساوي في منطقة مصر الجديدة. تسأل والدها عن والدتها التي غابت فجأة عن حياتها، إلا أن الأب يعجز عن تلبية فضولها أو تهدئة ألمها، مكتفيًا بالصمت الذي يثقل قلبه.
زوج مريم يكشف تفاصيل الحادثة المؤلمة
في بث مباشر أجرته “تليجراف مصر”، كشف زوج مريم تفاصيل الحادثة المؤلمة، مسلطًا الضوء على معاناة طفلتهما “إلينور” أو كما ينادونها بـ”لولو”. الطفلة تعيش حالة من الحزن المستمر والانهيار المتكرر، تطلب تفسيرات لا يستطيع الأب تقديمها حول غياب أمها، ما يترك جرحًا عميقًا في روحه.
استعاد الأب تفاصيل اليوم المشؤوم بحزن واضح قائلًا إن مريم خرجت متوجهة إلى عملها في المدرسة لكنها لم تكمل خمس دقائق خارج المنزل حتى بدأ الكابوس. بعد نحو ربع ساعة فقط من خروجها، سمع طرقًا على الباب. فتح ليجد رجلًا يحمل حقيبة زوجته وهاتفها المحمول، يخبره بأنهما من متعلقاتها بعد حادث سير وقع على الطريق.
تأخر إسعافها وإهمال إنقاذ مريم عصام
توجه الأب مسرعًا إلى المستشفى ليجد زوجته في حالة مأساوية، ووجهها مشوه بفعل التصادم وبطنها منتفخة من النزيف الداخلي. كل شيء كان يشير إلى تأخر إسعافها وإهمال إنقاذها فور وقوع الحادث. أما مرتكب الجريمة فقد فر هاربًا بعد أن دهسها بسيارته المتسارعة.
وفي إطار التحقيقات، أمر قاضي المعارضات بتجديد حبس المتهم لمدة 15 يومًا على ذمة القضية. كما أكدت مريم كمال، محامية الضحية، أن النيابة العامة تبذل جهودًا مستمرة لكشف كافة التفاصيل، مستندة إلى تسجيلات كاميرات المراقبة التي وثّقت الحادث. وبينما يحاول المتهم الحصول على إخلاء سبيله، أكدت النيابة رفض ذلك تمامًا.
وفق المحامية، أظهرت التحقيقات أن المتهم كان يقود بسرعات غير قانونية وقت وقوع الحادث، مما أدى إلى إصابة مريم بكسور قاتلة في الجمجمة من الناحيتين الأمامية والخلفية أثناء محاولتها عبور الطريق. المأساة تضاعفت جراء محاولة المتهم الفرار بدلًا من تقديم أي مساعدة.
المأساة التي تعيشها عائلة مريم عصام
شددت المحامية على التمسك بالقضية ورفض أي محاولات للتصالح أو التنازل عن الحقوق. كما أكدت أن العديد من المعلومات المتداولة غير دقيقة، داعية الجميع لاتخاذ الحقائق الرسمية مرجعًا في مثل هذه الظروف الصعبة.
المأساة التي تعيشها عائلة مريم، وخاصة طفلتها الصغيرة التي ما زالت تنتظر أمها ببراءة وشوق، تمثل صرخة إنسانية لضرورة تحقيق العدالة والحد من الإهمال والتهور الذي يفتك بأرواح الأبرياء يوميًا.
0 تعليق