الكنيسة تحتفل بتذكار النبيّ ناحوم وقصة النبوءة التى أوجعَت أعداء الله وتضمّنت رسالة تعزية.. 1 ديسمبرمن كلّ عام و احتفلت الكنيسة المقدّسة امس بتذكار النبيّ ناحوم هو أحد الأنبياء الاثني عشر الصغار، وقد امتازت نبوءته بالدقة والصراحة.

معلومات عن النبيّ ناحوم

في مدينة ألقوش، الواقعة في بلاد ما بين النهرين، وُلِد النبي ناحوم، الذي يُعتبر السابع بين الأنبياء الصغار الاثني عشر. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التسمية لا تعكس قلة شأن هؤلاء الأنبياء.، بل نظراً لقصر نبوءاتهم المدونة، يُعتبر صاحب السفر المنسوب إليه، وهو السفر الرابع والثلاثون من العهد القديم. يتكون هذا السفر من ثلاثة فصول: في الفصلين الأول والثاني، يُحذر من دمار نينوى، عاصمة آشور، بينما يتناول الفصل الثالث حصار الأعداء للمدينة واستيلائهم عليها، وما نتج عن ذلك من القضاء على سكانها بالسيف والنار. كما أنّ اسمه عبريّ الأصل، ومعناه «المعزّي».

نبوءة النبيّ ناحوم

النبيّ ناحوم بين عام 612 و عام 660، بشر وكان له مكانة خاصة لدى الملك يوشيا وكهنة الهيكل وأفراد الشعب. تنبأ بخراب نينوى، عاصمة الآشوريين، بسبب كبريائها وكثرة آثامها. أنذرهم بعقاب الله وخراب المدينة، وحثهم على التوبة. لكن شعب نينوى لم يستجب لتحذيراته، فتجسدت نبوءته عندما حاصر الكلدانيون المدينة ودمروا أسوارها، محولين إياها إلى أطلال. وقد ساعدهم في ذلك زلزال الأرض، ونار نزلت من السماء، وفيضان نهر دجلة.

يُعتبر ناحوم شاعرًا فريدًا، حيث يتميز أسلوبه بالوضوح والسهولة، ويبرز فيه الإيجاز البليغ وقوة الوصف وكثرة الاستعارات وعذوبة الإيقاع. من الأمثلة على ذلك قوله: «يُزْهِرُ البحر فيجفف، وينضب جميع الأنهار، وقد ذبل باشان والكرمل، وذبل زهر لبنان». تَزَلزَلَتِ الجِبالُ مِنه وذابَتِ التِّلال، وٱرتَفَعَتِ الأَرضُ أَمامَه، والدُّنْيا وجَميعُ ساكِنيها» (ناحوم 1: 4، 5).

نبوءة النبيّ ناحوم مؤلمة لأعداء الله وشعبه

لأعداء الله وشعبه كانت نبوءته مؤلمة ، لكنها أيضًا حملت رسالة تعزية تؤكد أن الله لا يزال هو المسيطر ويعتني بخاصته. ورغم أن العدالة قد تبدو غائبة، فإن لله خطة لإعادة التوازن. يا رب، علّمنا من خلال هذا النبي كيف نثق برحمتك وحكمتك في أوقات الشدائد، مؤكدين أنك وحدك ملك السلام ومصدر خلاصنا وفرحنا الأبدي.