استقرت أسعار الذهب العالمية اليوم الخميس، فوق 4000 دولار للأوقية مع متابعة المستثمرين لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، في حين حافظت حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي الأوسع، إلى جانب توقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، على معنويات السوق الصعودية تجاه المعدن.

أسعار الذهب العالمية

وصل سعر الذهب الفوري إلى 4038.59 دولار للأوقية، بينما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي لشهر ديسمبر بنسبة 0.3% إلى 4057.70 دولار، وبلغ الذهب أعلى مستوى له على الإطلاق يوم أمس الأربعاء عند 4059.05 دولار للأوقية.

وارتفعت أسعار الفضة بنسبة 2.2% لتصل إلى 50.01 دولار للأوقية، مسجلة أول وصول للمستوى النفسي 50 دولارًا، مع مكاسب تجاوزت 73% منذ بداية العام، مدعومة بارتفاع الذهب وعجز العرض وزيادة الطلب من المستثمرين.

وقال المحلل المستقل روس نورمان إن المراكز الطويلة في سوق الفضة لا تزال متواضعة نسبيًا، مما يشير إلى أن الارتفاع مدعوم بأساسيات قوية وليس بالاهتمام المضاربي فقط.

ومن العوامل المؤثرة أيضًا، إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل لاتفاق المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار واحتجاز الرهائن بين إسرائيل وحماس، وهو ما حدّ جزئيًا من تدفقات المخاطر، وفقًا لنيكوس تزابوراس، كبير محللي السوق في ترادو، مضيفًا أن تعافي الدولار الأمريكي يضغط على قوة السبائك.

ورغم ذلك، لا يزال التحيز الصعودي للذهب قائمًا، مع بقاء الطريق مفتوحًا أمام مستويات قياسية جديدة، خصوصًا مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بالقرب من أعلى مستوى له منذ شهرين، مما يجعل السبائك بالدولار أكثر تكلفة للمشترين الدوليين.

توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية

تستمر المخاطر الجيوسياسية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا وأزمة الشرق الأوسط، إلى جانب شراء البنوك المركزية للذهب، وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة، وتوقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وعدم اليقين الاقتصادي الناتج عن الرسوم الجمركية، في دعم أسعار المعدن النفيس.

وحقق الذهب مكاسب تزيد عن 53% منذ بداية العام، في طريقه لتسجيل أكبر ارتفاع سنوي منذ أزمة النفط عام 1979.

وأكدت محاضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر أن المخاطر على سوق العمل الأمريكي كانت كافية لتبرير خفض أسعار الفائدة، مع الحذر المستمر بسبب التضخم المرتفع، وأسعار السوق حاليًا تتوقع خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في كل من أكتوبر وديسمبر.

الإغلاق الحكومي الأمريكي

كما ساهم الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر، والمخاوف المالية في اليابان وفرنسا، وسط التغييرات الأخيرة في القيادة السياسية، في دعم التجارة بالذهب، وفق بنك يو بي إس.

وأكد خبراء أن الذهب غير العائد يزدهر في بيئة أسعار فائدة منخفضة وأوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، مع احتمال انخفاضه مؤقتًا إذا استمرت معنويات المخاطرة في التحسن، بحسب لقمان أوتونوجا، كبير محللي الأبحاث في FXTM.

أسعار المعادن النفيسة

ارتفع البلاتين بنسبة 0.1% إلى 1,664.30 دولار، والبلاديوم بنسبة 1.9% إلى 1,476.35 دولار، مسجلاً أعلى مستوى له منذ أكثر من عامين.