أعلن جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية انطلاق موسم الصيد ببحيرة قارون بمحافظة الفيوم لعام 2025، اليوم الأربعاء الموافق 8 أكتوبر، في أجواء يسودها التفاؤل والأمل بموسم ناجح يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتنمية الثروة السمكية، وذلك في إطار توجيهات السيد اللواء أ.ح الحسين فرحات، المدير التنفيذي للجهاز.

وأكد فرحات أن انطلاق موسم الصيد يمثل مرحلة جديدة ضمن خطة تطوير وتنمية بحيرة قارون، التي شهدت في الآونة الأخيرة سلسلة من الإجراءات لتحسين البيئة المائية ورفع جودة المياه، مشيرًا إلى أن الجهاز يعمل على تحقيق التوازن بين التنمية البيئية والاقتصادية بما يضمن استدامة الموارد الطبيعية وحماية حقوق الصيادين.

وأوضح أن الجهاز حرص خلال الفترة الماضية على دعم المخزون السمكي في البحيرة من خلال إدخال أصناف جديدة من الأسماك، طبقًا لنتائج التحاليل الدورية لمياه البحيرة التي تُجرى بالتعاون مع الجهات العلمية المختصة، بهدف تحديد الأنواع الأنسب للبيئة الحالية، بما يسهم في تعزيز التنوع البيولوجي واستعادة البحيرة لسابق عهدها كمصدر رئيسي للثروة السمكية في مصر.

وجاء انطلاق موسم الصيد هذا العام بالتنسيق الكامل مع الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، الذي يولي اهتمامًا خاصًا ببحيرة قارون باعتبارها أحد أهم الموارد الطبيعية بالمحافظة ومصدر رزق لآلاف الصيادين. وقد وجّه المحافظ الأجهزة التنفيذية بالمحافظة بالتعاون مع جهاز حماية وتنمية البحيرات لضمان نجاح الموسم وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموارد المتاحة.

وأكد اللواء فرحات أن الجهاز يواصل تنفيذ توجيهات القيادة السياسية لتطوير جميع البحيرات المصرية وتعزيز دورها في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، مشيدًا بالتعاون المثمر بين الجهاز ومحافظة الفيوم وكافة الجهات المعنية، والذي أثمر عن تحقيق نتائج ملموسة في مجال رفع كفاءة بحيرة قارون من خلال أعمال التطهير ومكافحة الملوثات وتنمية المخزون السمكي.

وأشار البيان إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار رؤية الدولة لتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية وتنمية المجتمعات المحلية المرتبطة بالبحيرات المصرية، موضحًا أن بروتوكول التعاون بين الجهاز والمحافظة أسهم في ضبط منظومة الصيد والحفاظ على الثروة السمكية واستدامتها، إلى جانب متابعة توريد الإنتاج إلى حلقات الجمعية التعاونية لضمان تداول منظم وآمن للأسماك.

ومن جانبه، أوضح المهندس مصطفى سيد سعيد، مدير عام منطقة وادي النيل بالفيوم، أن العمل يجري وفق خطة متكاملة بين الجهاز والمحافظة تهدف إلى تحسين جودة المياه وتحقيق التوازن البيئي والإنتاجي داخل البحيرة، حيث يتم أخذ عينات مياه بشكل دوري لتحليلها والوقوف على خصائصها الكيميائية والبيولوجية، بما يضمن استمرار التنمية وتحقيق الاستدامة البيئية.

وشهد اليوم الأول من موسم الصيد عودة الحركة إلى بحيرة قارون، حيث خرجت المراكب لأول مرة منذ انتهاء فترة الحظر، وتم صيد كميات من أسماك الجمبري وسمك موسى، وسط فرحة كبيرة من الصيادين الذين أعربوا عن امتنانهم للجهود الحكومية المبذولة لإعادة البحيرة إلى سابق عهدها كأحد أهم البحيرات الداخلية في مصر.

ويُعد انطلاق موسم الصيد اليوم خطوة مهمة ضمن خطة الدولة لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة لقطاع الثروة السمكية، بما ينعكس إيجابًا على الصيادين وأسرهم، ويسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الأمن الغذائي في مصر.