الطفلة كيان.. في قرية صغيرة على ضفاف ترعة الرحمانية بمحافظة البحيرة، لم يتخيل أحد أن يصبح دولاب الملابس العادي مسرحًا لجريمة تقشعر لها الأبدان. الطفلة كيان ذات الأشهر الستة كانت تضفي على المنزل فرحًا بضحكاتها البريئة، تتأرجح على لعبتها الصغيرة بينما تشاركها الجدة الضحك، وينغمس الأب في حبها وحنانه. لكن خلف تلك البراءة، كانت مأساة تُنسج بصمت على يد أقرب الأشخاص إليها… أمها.

مأساة في موت الطفلة كيان

لم تكن المأساة في موت الطفلة كيان فحسب، بل في الكيفية المروّعة التي أُزهقت بها روحها، والطريقة الباردة التي أُخفيت بها تحت كومة من الملابس كمحاولة لإخفاء السر الذي لا يُغتفر. بصعوبة بالغة وصوت مختنق بالبكاء، روت الجدة المكلومة تفاصيل الفاجعة قائلة: “كانت بتكتم نفسها وتديهالي عشان تموت في إيدي.”

الطفلة كيان عانت من اختناقات متكررة

أوضحت الجدة أن الطفلة كيان عانت من اختناقات متكررة بلا سبب واضح، لكنها نجت بفضل عناية الله في كل مرة. إلى أن أتى اليوم الذي غابت فيه عن الأنظار فجأة، ليكتشفوا الكارثة. تابعت الجدة حديثها بحزن ممزوج بالدهشة: “شالت الهدوم، وحطت كيان، وغطتها بكل الهدوم دي. واعترفت إنها كانت هتاخدها تموتها وترميها بعدها بيومين.”

جدة الطفلة كيان .. الضحية عانت من اختناقات متكررة

تلقت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة الرحمانية بلاغًا من سيدة بشأن اختفاء رضيعتها كيان عن المنزل. توصلت التحريات سريعًا إلى أن الأم كانت وراء الاختفاء، واعترفت عند مواجهتها بما حدث، حيث قادتهم إلى الدولاب الذي وجدت فيه الطفلة جثة هامدة مغطاة بالملابس.

تم نقل جثمان الطفلة كيان إلى المستشفى والتحفظ عليه تحت إشراف النيابة العامة التي بدأت تحقيقها في الجريمة المروّعة التي جسدت أبشع صور الغدر بين الأمومة والخيانة.

وفي ختام هذه المأساة التي قطعت القلوب، لم تتمكن الجدة سوى من التفوه بعبارات تنضح بالألم والقهر: “سيبيها يا مي، سيبي لي كيان… بس تقتليها؟ ربنا يعوض علينا، يا ابني، ربنا يعوض علينا.”

وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وإخطار جهات التحقيق لمواصلة النظر في ملابسات الحادث المؤلم.