اندلعت هذا الأسبوع منافسة حادة بين شركتي OpenAI وMeta، بعد أن اتهم سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـOpenAI، شركة Meta بانتهاج سياسات "مُسيئة" في استقطاب باحثي الذكاء الاصطناعي من شركته، محذرًا من أن هذه الأساليب قد تؤدي إلى "مشاكل ثقافية عميقة للغاية".

وفي رسالة داخلية، عبّر ألتمان عن قلقه بعد انتقال ما لا يقل عن 11 باحثًا بارزًا إلى "Meta Superintelligence Labs (MSL)"، الفريق الجديد للذكاء الفائق الذي أسسته Meta بقيادة ألكسندر وانغ ونات فريدمان. وقدّم ألتمان تقييمًا لاذعًا لهذه الخطوة، مؤكدًا أن Meta "فشلت في استقطاب أفضل موظفي OpenAI"، وأن العروض المغرية التي قدّمتها تضمنت حزمًا مالية بلغت 300 مليون دولار لأربعة أعوام، مع مكافآت فورية تعتمد على خيارات أسهم ضخمة.

ورغم إقراره بأن بعض العروض "مغرية"، شدد ألتمان على أن ما تقدّمه OpenAI يتفوّق من حيث الجوهر، مشيرًا إلى أن "المكافآت يجب أن تتبع التقدّم الملموس"، مضيفًا: "المبشرون سيتغلبون على المرتزقة". ودافع عن ثقافة OpenAI، قائلاً إن الشركة لا تسعى فقط إلى المنافسة، بل إلى تطوير الذكاء الاصطناعي العام بطريقة آمنة ومسؤولة.

ردّ Meta لم يتأخر. فقد قلّل المدير التقني أندرو بوسورث من أهمية الأرقام المتداولة حول العروض، قائلاً إنها "مبالغ فيها"، وإن الأرقام الكبيرة خُصصت فقط لمناصب محدودة، وليست مكافآت توقيع كما أشيع. وبدوره، أكد مارك زوكربيرغ أن فريق MSL الجديد يمثل بداية جديدة تركز على تطوير الذكاء الاصطناعي العام، هدف استراتيجي تسعى Meta من خلاله إلى اللحاق بالريادة التي تحتفظ بها حالياً شركات مثل OpenAI وGoogle DeepMind.

رغم الانتقادات المتبادلة، تبدو المنافسة بين الشركتين مرشّحة للتصاعد في الأشهر المقبلة، مع استمرار Meta في تعزيز طاقمها البحثي، ومضي OpenAI في تعزيز هويتها الثقافية القائمة على "الشغف والإبداع طويل الأمد"، كما وصفها موظفون داخل الشركة.