لا يخفى على الجميع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى جاهداً من أجل تحقيق حلمه المتمثل في الحصول على المكافأة الدولية الكبرى وهي جائزة نوبل للسلام، حيث سبق وأعلن سيد البيت الأبيض عن رغبته الحقيقة في الحصول على هذه الجائزة.
ترامب وحلم الوصول إلى الجائزة الكبرى
سيد ترامب قال بوضوح أن عدم حصوله على هذه الجائزة سيكون ذلك إهانة ليس له وإنما للولايات المتحدة، كما أعلن مرارًا وتكرارًا أنه نجح في إخماد نحو 7 حروب، وحقيقة الأمر لا نعلم ما هي الحروب التي نجح في وقفها، فأشار إلى أن أوقف الحرب بين الهند وباكستان، لكن الواقع النزاع لا يزال مستمرًا والتهديدات متواصلة بين الطرفين، والحرب قد تشتعل في اي وقت، يمكن أن نقول أنه أخمد النزاع العسكري الذي شهدنها خلال الشهور الماضية بين البلدين، لكن فشل في حل أصل (جذور الصراع) بين الدولتين النوويتين الذي يعود إلى عقود.
كما تحدث عن نجاحه في وقف حرب كانت وشيكة بين مصر وإثيوبيا، لكن الواقع هل الأزمة الرئيسية المتعلقة بأزمة سد النهضة تم حلها، الإجابة لا لم تحل بل أديس أبابا تزداد تعنت وارتكبت جرم وانتهاك للقانون الدولي بعد أن تسببت في اغراق أجزاء من السودان، بل تضررت مصر في منطقة طرح النهر وحدث فيضانات بسبب سد النهضة.

ترامب.. والأزمة الروسية الأوكرانية
أما عن الحرب الروسية الأوكرانية، فحتى الآن لم تنجح جهود ترامب في وقف هذه الحرب، بعد لقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكن رغم ذلك هناك بوادر تفاؤل قد تنهي هذه الحرب وهو ما تطرقت إليه شبكة CNN الأمريكية في تقرير لها عن وجود اتفاق يتألف من عنصرين رئيسيين:أولا، ضمانة أمنية مع التزامات من جانب الولايات المتحدة وحلفاء الناتو بتزويد الجيش الأوكراني بالمعدات وتمكينه من الدفاع عن أراضيه السيادية ضد الغزوات المستقبلية.
ثانيا، إجراء بعض عمليات تبادل الأراضي على طول خط التماس الحالي في شرق أوكرانيا لإعادة إرساء الحدود الآمنة وتهيئة الظروف لتحقيق السلام على المدى الطويل.
التقرير أشار أيضًا إلى أن يتطلب تحقيق ذلك التزامًا مستمرًا من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بإمدادات عسكرية إلى أوكرانيا، بما في ذلك الدفاعات الجوية والصواريخ بعيدة المدى. كما يتطلب زيادة العقوبات والضغط الاقتصادي على موسكو. بعد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة في نيويورك.
ويناقش الأوروبيون استخدام أكثر من 300 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة كقرض لأوكرانيا لمساعدة اقتصادها وقاعدتها الدفاعية على الصمود في وجه الحرب الدائرة.
ما دام البيت الأبيض ثابتًا على هذا النهج الأكثر حزمًا، فستزداد احتمالات ألا يكون أمام بوتين في النهاية خيار سوى إبرام صفقة وحفظ ماء الوجه. لقد تكبدت روسيا حتى الآن أكثر من مليون قتيل عسكري في حرب بوتين الاختيارية، ويعاني اقتصادها من ضغوط متزايدة، حيث تقترب أسعار الفائدة من 20%، وميزانياتها المعتمدة على صادرات الطاقة معرضة للعقوبات.
إذا تمكن ترامب من مواصلة الضغط على موسكو مع تشكيل معالم الاتفاق لإنهاء الحرب، فإن التوصل إلى تسوية سيكون ممكناً.
غزة.. الأزمة الإنسانية الكبرى في منطقة الشرق الأوسط
وأخيراً، الأزمة الإنسانية الكبرى التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، حرب غزة، صحيح أن المنطقة تشهد سلسلة من التحديات والصراعات لكن حرب إسرائيل على غزة احدثت كارثة إنسانية غير مسبوقة، وازدادت الدولة العبرية توحشاً في ما تفعله بحق الفلسطينيين.
ترامب أعلن عن خطة لوقف الحرب في غزة، وحظيت بترحيب عربي ودولي واسع، ووافقت عليها حماس لكن هناك نقاط خلافية وثغرات في المقترح، وبناء عليه تعقد جولة مصيرية في مدينة السلام شرم الشيخ بحضور ممثلين عن إسرائيل وحماس والولايات المتحدة، وقطر وتركيا لسد هذه الفجوات الخلافية والتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب في غزة المستمرة لمدة عامين.
يمكن القول أن ملف الأزمة الروسية الأوكرانية، وأزمة غزة، إذا نجح ترامب في حلهما ووقف صوت الرصاص، قد يكون ذلك سبب في حصول سيد البيت الأبيض على جائزة نوبل للسلام، وقد تكون غزة هي الطريق للرئيس ترامب للفوز بهذه الجائزة.
تُمنح جائزة نوبل للسلام سنويًا في العاشر من ديسمبر، وهو تاريخ وفاة ألفريد نوبل عام 1896. وتختار اللجنة الفائز قبل شهرين، أي في العاشر من أكتوبر. ولا شك أن ترامب يأمل في فوزه بالجائزة هذا الأسبوع. وهذا أمر مستبعد جدًا. لكن العام المقبل يصادف الذكرى السنوية الـ 125 للجائزة.
0 تعليق