سجل قطاع الطاقة العالمي تحولًا تاريخيًا خلال النصف الأول من عام 2025، حيث تجاوزت الطاقة الخضراء إنتاج الفحم للمرة الأولى عالميًا، بحسب ما أعلنته وكالة الطاقة الدولية (IEA) في تقريرها الصادر اليوم الأربعاء، والذي أشار أيضًا إلى تراجع توقعات نمو الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة خلال العقد الحالي نتيجة تباطؤ الاستثمار وارتفاع تكاليف التمويل.
وأوضح التقرير أن الطاقة الخضراء — وتشمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية — شكلت نحو 35% من إجمالي إنتاج الكهرباء عالميًا خلال الأشهر الستة الأولى من العام، متقدمة على الفحم الذي تراجع إلى 33% من إجمالي الإنتاج العالمي، في انعكاس واضح للتحول المتسارع نحو الطاقة النظيفة والمستدامة في الاقتصادات الكبرى.
وذكرت الوكالة أن هذا التطور التاريخي يعكس نجاح السياسات المناخية والاستثمارية التي تبنتها دول الاتحاد الأوروبي والصين والهند لتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مشيرة إلى أن الطاقة الشمسية كانت المحرك الرئيسي للنمو، بعد أن شهدت زيادة في القدرة الإنتاجية بنسبة 18% مقارنة بالعام الماضي، تليها طاقة الرياح التي ارتفعت بنسبة 12%.
وفي المقابل، حذرت الوكالة من أن الولايات المتحدة قد تشهد تباطؤًا في توسعها بمجال الطاقة المتجددة خلال الأعوام المقبلة، رغم الحوافز الحكومية ضمن قانون خفض التضخم الأمريكي (IRA)، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الفائدة وتحديات سلاسل الإمداد ونقص الكوادر الفنية المتخصصة في مشروعات الطاقة النظيفة.
وأشار التقرير إلى أن الصين لا تزال اللاعب الأكبر في سوق الطاقة الخضراء عالميًا، حيث أضافت وحدها أكثر من 60% من القدرات الجديدة للطاقة الشمسية خلال النصف الأول من 2025، تليها الهند التي ضاعفت استثماراتها في مشاريع الرياح البحرية والطاقة الشمسية على أسطح المباني ضمن خطتها لخفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول عام 2030.
وأكدت وكالة الطاقة الدولية أن تجاوز الطاقة المتجددة للفحم يمثل منعطفًا استراتيجيًا في مسار التحول العالمي نحو الحياد الكربوني، مشيرة إلى أن هذا الإنجاز لم يكن ليحدث لولا الدعم السياسي والمالي الواسع لمشروعات الطاقة النظيفة من قبل الحكومات والمؤسسات الدولية.
كما توقعت الوكالة أن يواصل إنتاج الطاقة الخضراء نموه خلال النصف الثاني من العام الجاري ليصل إلى 40% من إجمالي الإنتاج العالمي بحلول عام 2026، مدفوعًا بتوسيع استثمارات الدول في البنية التحتية للطاقة المستدامة وتطوير تكنولوجيا التخزين الكهربائي والهيدروجين الأخضر.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن مستقبل الطاقة العالمي يتجه بثبات نحو تحول هيكلي دائم، حيث أصبحت مصادر الطاقة المتجددة هي الخيار الاقتصادي والبيئي الأكثر استدامة، في ظل الانخفاض المستمر في تكاليف الإنتاج وارتفاع الوعي البيئي العالمي.
0 تعليق