أقيمت هذه الجلسة، التي استمرت نصف يوم وبحضور المدعوين فقط، والتي نظمها معرض أوتوميكانيكا دبي برعاية شركة بريجستون الشرق الأوسط وأفريقيا وبمشاركة شركة دي بي وورلد، تحت عنوان "التحول نحو المستقبل: التكنولوجيا، والاستدامة، والابتكار"، حيث تناولت الجلسة كيفية تغيير التحول الرقمي والاعتماد على الطاقة الكهربائية ومبادئ الاستدامة لسلسلة القيمة في هذا القطاع.
وقد انطلقت فعاليات الجلسة بكلمة رئيسية ألقتها أنان العمري، رئيس قسم النقل البديل والمستدام في هيئة أبوظبي للمواصلات، بعنوان "تسريع وتيرة المستقبل: كيف يُساهم النقل المستدام في إعادة تشكيل سوق خدمات المركبات"، حيث تناولت فيها تطور هذا القطاع، مع التركيز على أهمية بناء مستقبل مستدام يتم فيه تصميم كل مكون وخدمة بأقل تأثير سلبي على البيئة، كما أكدت على ضرورة بذل جهد جماعي لتشكيل مستقبل هذا القطاع.
وفي هذا السياق صرحت العمري قائلة: "أفضّل أن أقول إننا لم نعد نتحدث عن خدمات المركبات فحسب، بل نتحدث عن مستقبل شامل، مستقبل يُصمم فيه كل مكون مع مراعاة إمكانية إعادة استخدامه. كل خدمة تستند إلى البيانات وتُقدم بدقة متناهية، وكل كيلومتر يُسهم في تقليل التأثير البيئي. في الماضي، كانت خدمات ما بعد البيع تهدف إلى استمرار استخدام المركبات، أما اليوم فنحن نركز على المستقبل. فكيف سنقوم بالصيانة وإعادة الاستخدام والابتكار، سيحدد مدة استخدام المركبات، بالإضافة إلى استدامة مدننا، ومن خلال الجهود المشتركة لمديري الشركات والمبتكرين وصناع السياسات والشركاء الاستراتيجيين، لدينا فرصة سانحة لرسم ملامح مستقبل هذا القطاع".
شمل برنامج المؤتمر مجموعةً قيّمة من الجلسات التي تناولت مواضيع متنوعة، ومن بينها جلسة نقاش بعنوان "خدمات المركبات المترابطة - تقنية المعلومات والبيانات والابتكار الرقمي"، والتي أشرفت عليها سوبهاشري راماراتنام من شركة فروست آند سوليفان. وقد تناول المتحدثون، ومن بينهم محمد يعقوب مستور من شركة روپتلا، وفيجاي غومادي من شركة أوتوروكس، ومانيشا باتناغار من شركة ليس بلان الإمارات، دور تقنية المعلومات والبيانات والابتكار الرقمي في إعادة تعريف قطاع خدمات المركبات، وأهمية بناء نظام بيئي متكامل لتعزيز الثقة والكفاءة.
وفي هذا الإطار قال غومادي: "يكمن التحدي الرئيسي الذي نواجهه من وجهة نظر ورش التصليح في وجود نظام بيئي متفرّق للغاية، حيث لا توجد روابط فعّالة بين ورش التصليح ومورّدي قطع الغيار ومالكي المركبات وشركات التأمين ومشغلي الأساطيل".
وقد انتقل الحديث بعد ذلك إلى منصات التجارة الإلكترونية باعتبارها المحرك الجديد لقطاع خدمات المركبات، حيث ناقش كل من ستيفن بيكرينغ من شركة باي بارتس 24، و آشار علي ميني من شركة بوش الشرق الأوسط، وفيجاي غومادي من شركة أوتوروكس وهاني تنير من شركة المساعد، كيفية تغيير قنوات المبيعات الرقمية لطريقة وصول العملاء إلى خدمات المركبات، والفرص والتحديات التي يواجهها بناء ثقة المستهلك في المنصات الإلكترونية.
وفي هذا الإطار قال بيكرينغ: "ستظل التقنية الرقمية ركيزة أساسية في استراتيجيتنا، ولكن في مجال الأعمال بين الشركات، إذ لا تزال هناك حاجة ماسة إلى العنصر البشري، فالتواصل الشخصي مع العملاء لا يزال ضرورياً، حيث لاحظنا أن بعض العملاء أكثر تطوراً في استخدام التقنيات الرقمية، لكننا أدركنا أهمية مراعاة مستويات تبني هذه التقنيات لدى العملاء المختلفة. لذلك، كان لا بد لنا من تحديد لغة التواصل المناسبة مع عملائنا".
كما تناولت إحدى الجلسات موضوع الاستدامة، تحت عنوان "تعزيز قطاع خدمات المركبات في قطاع السيارات من خلال الاقتصاد الدائري"، وقد أدارها نرمال شاني، خبير الطاقة والاستدامة العالمي.
كما ناقش المشاركون، وهم: طه مرزوق من شركة أو دبليو أس لخدمات المركبات، و راجي حتار، مستشار استراتيجيات الاستدامة وحوكمة الشركات، و ريا مكاوي، مستشار شؤون حوكمة الشركات والشؤون الحكومية، استراتيجيات عملية لإعادة التصنيع وإعادة التدوير والتعامل الأمثل مع الموارد، باعتبارها أدوات أساسية لتحقيق عمليات إنتاج أكثر استدامة.
وفي مكان آخر، انعقدت جلسة بعنوان: "تحديات المستقبل في قطاع المركبات الكهربائية ونظم مساعدة السائق المتقدمة"، أدارها هايكو سايتز من شركة بي دبليو سي، حيث تناول كل من الدكتور مانفريد برانل من شركة بورشه الشرق الأوسط وإفريقيا، والدكتور نيما مهرداد من شركة هيلا الشرق الأوسط، وروبرتو لوبيز دا سيلفا من شركة إن آي يو الإمارات، وغورهان تشيفيكيل من شركة بريجستون الشرق الأوسط وإفريقيا، كيفية تأثير انتشار المركبات الكهربائية ونظم مساعدة السائق المتقدمة على نماذج الخدمات الجديدة، والتدريب المتخصص للميكانيكيين، والاستثمارات في البنية التحتية اللازمة.
واختتم اليوم برؤى عن مرونة المنطقة وإمكانات النمو، بما في ذلك شهاب سلطان مسمار من سوق دبي للسيارات، الذي سلط الضوء على آفاق التطور المقبلة في منظومة خدمات المركبات، تلا ذلك جلسة نقاشية عن تأمين سلاسل التوريد للمستقبل من خلال التوطين مع فيشنو سوريش، كيرني، راجكومار فينكاتاباثي، سنترال موتورز آند إكويبمنت، أفتاب أبو بكر من مجموعة بيلشتاين، ساجيث سليمان، أوتوتيك.يو الذي بحث كيف يمكن لتعزيز قدرات التوريد الإقليمية أن يخفف من الاضطرابات العالمية ويبني استقراراً صناعياً طويل الأمد.
وبهذه المناسبة قال تومي لي، مدير «معرض أوتوميكانيكا دبي» لدى شركة ميسي فرانكفورت ميدل إيست: "يوفر مؤتمر شبكة أوتوميكانيكا منصة مثالية للحوار البنّاء في قطاع خدمات المركبات، مما يتيح تبادل الأفكار والرؤى المستقبلية. ومن خلال استضافة الدورة الثالثة والعشرين في أبوظبي، توسّع نطاق النقاش ليشمل آراء جديدة من مختلف أرجاء هذا القطاع، حيث تُعدّ هذه المناقشات فرصة فريدة من نوعها لجمع المزيد من الأفكار والمداخلات القيّمة استعداداً لانطلاق معرض أوتوميكانيكا دبي 2025 في شهر ديسمبر المقبل".
هذا وسيُقام معرض أوتوميكانيكا دبي، أكبر معرض تجاري دولي متخصص في قطاع خدمات المركبات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، في مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 11 ديسمبر 2025، وسيشهد المعرض في دورته الثانية والعشرين مشاركة أكثر من 2400 عارض من أكثر من 60 دولة، بالإضافة إلى 20 جناحاً دولياً، وستقام فعالياته في 20 قاعة عرض.
0 تعليق