قدم خريجو وطلاب كلية الشرطة عروضًا متميزة في الكفاءة القتالية والمهارات الحركية والدقة في التسلق، خلال حفل تخرج دفعة جديدة بالأكاديمية، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، إلى جانب عدد من الوزراء والشخصيات العامة والرموز الوطنية وأهالي الخريجين.

وقد شهدت أكاديمية الشرطة تطويرًا غير مسبوق في بنيتها التحتية والتعليمية والتدريبية، بهدف تخريج ضباط يمتلكون الكفاءة العالية والمعرفة المتجددة، والقدرة على التعامل مع المتغيرات الأمنية المستمرة.

ومواكبة لتطورات التكنولوجيا المتسارعة، قامت الأكاديمية بتحديث منظومتها التعليمية عبر إنشاء ميادين تدريبية حديثة تعتمد على تقنيات متطورة تحاكي الواقع الميداني، مما يزود الطلاب بالمهارات العملية اللازمة، بالإضافة إلى تعزيز الجوانب البدنية والانضباطية بما يليق بضابط شرطة قادر على مواجهة التحديات.

كما أولت الأكاديمية اهتمامًا كبيرًا بتطوير المناهج التعليمية، حيث تم دمج مفاهيم حديثة مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وإنترنت الأشياء، وغيرها من التقنيات التي أصبحت جزءًا أساسيًا من بيئة العمل الأمني المعاصر.

يأتي هذا التوجه في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى إعداد ضابط يمتلك المعرفة التكنولوجية المتطورة، وليس فقط التدريب البدني أو القانوني التقليدي.

ولأن دور رجل الشرطة اليوم لا يقتصر على تطبيق القانون فقط، بل يمتد إلى احترام حقوق الإنسان وحماية الأمن الإنساني، فقد ركزت الأكاديمية على إدماج مناهج متقدمة في هذا المجال، مع إعداد كوادر متخصصة لتدريس هذه المفاهيم، انطلاقًا من أهمية بناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة على أساس احترام الحقوق والحريات.

وفي هذا السياق، وضعت كلية الشرطة خططًا متكاملة تهدف إلى إعداد خريج متكامل الكفاءة وقادر على كسب ثقة المجتمع، من خلال تحسين أداء هيئة التدريس، وتحديث المقررات الدراسية، واعتماد طرق تدريس تفاعلية، مع توفير موارد تعليمية حديثة تلبي المعايير العالمية.

كما اعتمدت الكلية نظام قبول دقيق وشفاف لاختيار أفضل العناصر من بين المتقدمين، وفق معايير علمية وبدنية ونفسية، مع متابعة مستمرة لتطوير هذا النظام لضمان تأهيل طلاب قادرين على استيعاب متطلبات الدراسة والتدريب.

وتسعى الكلية إلى توفير بيئة دراسية محفزة تحترم الفروق الفردية بين الطلاب، وتمنحهم كل الإمكانيات لصقل قدراتهم الذهنية والبدنية، وتشجعهم على الإبداع في المجالات الأكاديمية والثقافية والفنية، ضمن إطار من الانضباط والمسؤولية.

كما تدعم الأكاديمية الضباط في استكمال دراساتهم العليا، وتوفر لهم بيئة علمية ملائمة لإجراء أبحاث متخصصة تواكب التطورات الأمنية، مع إرسال كوادر للدراسة في مؤسسات دولية مرموقة، مما يرفع من مستوى المعرفة الأكاديمية والتطبيقية داخل الجهاز الأمني المصري.

وتسعى الكلية إلى ترسيخ ثقافة التطوير المستمر بين أعضاء هيئة التدريس، من خلال تحفيزهم على مراجعة وتحديث المناهج بانتظام، والاستفادة من خبرات القيادات الأمنية في الميدان، مما يعزز دمج النظرية بالتطبيق ويجهز الطلاب لمواجهة التحديات الواقعية في العمل الشرطي.

من خلال هذه المنظومة المتكاملة، تهدف الأكاديمية إلى تحقيق أعلى معايير الجودة والريادة إقليميًا ودوليًا في التعليم والتدريب الأمني، مع التركيز على تخريج ضابط شرطة يتسم بالكفاءة، والانضباط، والقدرة على القيادة، والالتزام بالقانون، والإيمان بقيم العدالة والاحترام، ليكون حقًا رجل أمن للجمهورية الجديدة.