رسالة من أرامكو: الهيدروجين الأزرق السبيل إلى مجتمع محايد كربونيًا - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تستثمر شركة أرامكو السعودية (الشركة الوطنية للطاقة والكيماويات بالمملكة) في التقنيات والبنية التحتية اللازمة؛ لدعم بناء سلسلة قيمة للهيدروجين منخفض الكربون، وتحويل استعماله على نطاق واسع إلى أمر واقع.

ومن المتوقع أن يكون الهيدروجين منخفض الكربون جزءًا رئيسًا من عملية التحول إلى مجتمع محايد كربونيًا.

وقد يصل الطلب العالمي على الهيدروجين إلى 660 مليون طن بحلول عام 2050، ارتفاعًا من 94 مليون طن رُصدت عام 2021، بحسب شركة ماكنزي للاستشارات.

ويحتمل أن يساعد ذلك في تجنب ما يزيد على 20% من حجم الانبعاثات العالمية.

ويُنتج الهيدروجين بالفعل كميات هائلة لاستعمالات صناعية، مثل قطاعات: تصنيع الصلب، وتكرير النفط، وقطاع البتروكيماويات، بالإضافة إلى تصنيع منتجات مثل: الأمونيا، والميثانول.

ورغم ذلك فإن الهيدروجين ينتج من الميثان، ليطلق منتجًا ثانويًا مثل ثاني أكسيد الكربون.

نحاول خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عبر تركيز جهودنا على الهيدروجين منخفض الكربون، ونستهدف تطوير التقنيات التي من المحتمل أن تخفض تكلفة إنتاج الهيدروجين من مصادر هيدروكربونية واحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في الوقت ذاته.

نقل الهيدروجين

لا يعد نقل الهيدروجين أمرًا سهلًا؛ إذ إن نقله في صورة سائلة يتطلب تبريده إلى 253 درجة مئوية تحت الصفر (C253-)، وتعد هذه الخطوة مكلفة وما زالت تقنية تحويل الهيدروجين إلى سائل في مرحلة تطوير مبكرة.

وتكتسب التقنيات التي تتيح لنا تحويل الهيدروجين إلى أمونيا -التي تعد أكثر سهولة في النقل عبر إجراءات ثابتة- أهمية بالغة.

سيارة تعمل بالهيدروجين تابعة لشركة أرامكو
سيارة تعمل بالهيدروجين تابعة لشركة أرامكو - الصورة من موقع الشركة

ويمكن استعمال الأمونيا -خلال نقلها إلى وجهاتها- في توليد الكهرباء، أو إعادتها مرة أخرى إلى هيدروجين لاستعماله في تطبيقات أخرى.

لقد اختُبر هذا النهج بالفعل عبر شحنات أمونيا زرقاء معتمدة ومستقلة من السعودية إلى كل من كوريا الجنوبية واليابان.

ونواصل التعاون مع شركائنا في آسيا وأوروبا -بطموح- لبناء سلسلة قيمة للهيدروجين يمكن أن تشمل: إنتاجه واعتماده ونقله واستعماله والاستفادة منه.

وبمرور الوقت، نستهدف إنتاج ما يصل إلى 11 مليون طن متري سنويًا من الأمونيا الزرقاء، بحلول عام 2030.

خطوات مقبلة

لا يزال هناك الكثير لفعله؛ نحتاج إلى بنية تحتية جديدة يمتد نطاقها من محطات الإنتاج إلى مرافق التخزين في المواني.

بيد أن التطوير يتسارع، ونحن نتطلع لنكون في طليعة هذا التغيير، ولاعبًا رئيسًا في السوق الجديدة للهيدروجين.

ويتضمّن ذلك بناء بنية تحتية وقدرات وكفاءات تساعد في إنتاج وتصدير الهيدروجين منخفض الكربون في أنحاء العالم.

واليوم، هناك 30 دولة طورت -أو ما زالت تستعد لتطوير- الإستراتيجيات؛ ما يشير إلى نمو الاهتمام بتطوير سلسلة قيمة الهيدروجين.

ويمكن للدول الثرية بالهيدروكربونات أن تصبح رائدة في اقتصاد الهيدروجين، عبر الاستفادة من: مواردها، ومواقعها الجغرافية، وفائض الموارد المتوافر من الطاقة المتجددة (في بعض الحالات)، والبنية التحتية المطورة بشكل كبير.

لكن، ما زال يتعيّن فعل الكثير لدعم الطلب على الهيدروجين، خاصة في ظل أهمية اتفاقيات الشراء لتشجيع الاستثمار.

ويجب أن تنفذ الحكومات سياسات خفض المخاطر، وتحسين الجدوى الاقتصادية لمشروعات الهيدروجين منخفض الكربون.

ويتضمّن ذلك: تحديد فرص البنية التحتية للهيدروجين، سواء بالنسبة للأصول الجديدة أو الموجودة ضمن البنية التحتية للغاز الطبيعي ويمكن إعادة توظيفها.

وينبغي على الحكومات -أيضًا- إزالة العوائق التنظيمية، والتعاون في مجالات مثل: الاعتمادات، والنقل، ودعم صعود سوق الهيدروجين والأمونيا منخفضة الكربون دوليًا.

محطة للتزود بوقود الهيدروجين تابعة لشركة أرامكو السعودية
محطة للتزوّد بوقود الهيدروجين تابعة لشركة أرامكو السعودية - الصورة من Leaders MENA

الهيدروجين الرمادي والأخضر والأزرق

هناك العديد من الطرق لإنتاج الهيدروجين، بدءًا من الرمادي التقليدي الذي يطلق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حتى الهيدروجين الأخضر المنتج عبر أجهزة التحليل الكهربائي المعتمدة على الطاقة المتجددة.

وفي أرامكو، نعتقد أنه يتعين النظر في أشكال الهيدروجين منخفض الكربون كافة.

وركزنا بالفعل على الهيدروجين الأزرق، الذي يتضمن احتجاز ثاني أكسيد الكربون من الإنتاج القائم، وتخزينه أو استعماله في تصنيع منتجات أخرى.

والسبب المنطقي في ذلك أن إنتاج الهيدروجين الأخضر يُعد مكلفًا نسبيًا، كما أن العالم -ببساطة- لا يملك قدرات متجددة كافية لإنتاج ذلك بالمستوى المطلوب.

كما أن "الأزرق" يساعدنا في الاستفادة من بنيتنا التحتية، والتقنيات، وتكلفة الإنتاج المنخفضة نسبيًا، والكثافة الكربونية للمنبع.

نحن نعتقد أن الهيدروجين الأزرق يمكن أن يصبح بديلًا قابلًا للتطبيق على المديين المتوسط والطويل، بما يساعد في خفض الانبعاثات العالمية ويسهل تحول الطاقة.

وقد يمهد الطريق -في نهاية الأمر- إلى شبكات الهيدروجين الأخضر المستقبلية.

** التفاصيل السابق ذكرها وردت في رسالة للرئيس التنفيذي لتقنيات المنبع، مسؤول البحث والتطوير في قطاع التنقيب والإنتاج بشركة أرامكو، الدكتور علي المشاري.

** تعيد منصة الطاقة المتخصصة نشر هذه الرسالة، بعد الحصول على موافقة من هيدروجين إيكونوميست (PE).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق