انفراد|«أجبروني على خلع ملابسي».. الناشط الأسترالي روبرت مارتن يروي لـ «تحيا مصر» رحلة إبحاره نحو غزة وتفاصيل احتجازه من قبل الجيش الإسرائيلي - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

18 عاماً من الحصار البحري الإسرائيلي على غزة، حولت القطاع إلى سجن كبير يعيش سكان المدينة أمام خيارات من سئ إلى الاسواء وبات شبح الموت يحاط بهم من مختلف الاتجاهات، ففي غزة مدينة العزة والصمود تتعدد فيها أسباب وفاة المواطن الغزاوي لكن النتيجة واحدة و(المجرم) هارب من العدالة الدولية والإنسانية يمارس انتهاكاته أمام مرأى ومسمع العالم، ولا تمس الانتهاكات المواطن الفلسطيني فحسب وإنما أيضاً لمن يتجرأ المخاطرة بحياته لنقل صورة أكثر وضوحاً إلى الضمير العالمي فتكون النتيجة انتهاك حقوقه الإنسانية وممارسة حفلة من الإذلال والتعدي اللفظي والبدني عليه، ولعل شاهدات النشطاء الدوليين الذين شاركوا في رحلتهم البحرية لكسر الحصار البحري نموذج مصغر لما يحدث للفلسطينيين العزل سواء داخل غزة أو الضفة الغربية وعموم (الأراضي الفلسطينية) المحتلة. 

أسطول الصمود العالمي.. رحلة فك طوق الحصار عن غزة

ففي أواخر أغسطس، قام أسطول الصمود العالمي، برحلة بحرية جديدة إلى غزة تتضمنت أكثر من 500 من نشطاء الدوليين وشمل عدد السفن المشاركة في هذا الأسطول نحو 40 سفينة، الهدف هو كسر الحصار، لكن كما هو متوقع اعتقلت القوات الإسرائيلية من كانوا على متن هذه السفن وتم وضعهم تحت ظروف صعبة قبل أن يتم ترحيلهم إلى بلادهم. حيث أعلنت أمس، ترحيل 171 ناشطا من المشاركين في أسطول الصمود العالمي، بينهم ناشطة المناخ السويدية جريتا ثونبرج التي معاملتها بقسوة شديدة من جانب القوات الإسرائيلية وذكرت تقارير أجنبية أنها جرت من شعرها خلال اعتقالها واجبرت على تقبيل علم إسرائيل.

916.jpg

واليوم أعلنت الخارجية الأردنية وصول مواطنة و130 ناشط دولي كانوا على متن أسطول الصمود العالمي إلى الأراضي الأردنية عبر جسر الملك حسين، وشمل ذلك نشطاء من البحرين، وتونس، رالجزائر، وسلطنة عُمان، والكويت،وليبيا، و باكستان، و تركيا، و الأرجنتين، وأستراليا، وبريطانيا إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الرئيسي لإسرائيل في حربها على غزة. 

الناشط الأسترالي روبرت مارتن يروي لـ «تحيا مصر» رحلته إلى غزة 

ولنقل صورة أوضح حول كيفية تعامل القوات الإسرائيلية مع النشطاء الذين شاركوا في هذه الرحلات البحرية المحفوفة بالمخاطر، أجرينا حوار مع الناشط الأسترالي روبرت مارتن حيث كشف لنا في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر عن تجربته السابقة في هذه الرحلة. وتفاصيل ما حدث له داخل زنزانة السجون الإسرائيلية، كما تحدث معنا عن المعاملة غير آدمية التي تم معاملته بها من جانب السلطات الإسرائيلية خلال فترة احتجازه. 

الناشط الأسترالي روبرت مارتن لـ «تحيا مصر»: تعرضنا لمعاملة سيئة للغاية من جانب القوات الإسرائيلية 

والناشط الأسترالى روبرت مارتن كان ضمن المشاركين في السفينة حنظلة التي أبحرت ضمن أسطول الحرية في يوليو الماضي، و روايته لم تختلف عن ما صرح به العديد من النشطاء الذين تم الإفراج عنهم حالياً من جانب إسرائيل وكانوا مشاركين في أسطول الصمود العالمي. 

912.jpg
الناشط الأسترالي روبرت مارتن يروي 

الناشط الأسترالي روبرت مارتن لـ «تحيا مصر»: كان هناك 40 جندي مسلح على متن سفينتنا

وعند سؤال الناشط الأسترالي عن تجربته السابقة للإبحار نحو غزة والمشاركة في هذه الرحلة وكيفية تم اعتقاله قال في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر:" عندما صعد الجنود على سفينتنا، كان هناك 30 أو ربما 40 جنديًا مسلحين بالكامل من الوحدة. 13. الوحدة 13 معروفة بجرائمها.. أعتقد أنهم سمموا الجميع بالغاز لأنهم ناموا إلا أنا. لست متأكدًا من الأدوية التي يمكن أن تخفف من آثار الحبوب المنومة أو الغازات".

وأضاف:" شاهدت الجنود يتجولون حول القارب. بدوا مشبوهين للغاية، وأعتقد أنهم كانوا يزرعون أشياء سيستخدمونها لاحقًا. استغرقت رحلتنا 11 ساعة من حيث اعترضونا في المياه الدولية إلى أشدود. عندما وصلنا إلى أشدود، تعرضنا لمعاملة سيئة على الفور، نُقلنا واحدًا تلو الآخر من القارب إلى غرفة كان ينتظرنا فيها عدد كبير من شرطة الهجرة أو حراس السجن". 

الناشط الأسترالي روبرت مارتن لـ «تحيا مصر»: لم يُسمح لي طوال 3 أيام ونصف من احتجازي بتناول أي من أدويتي

وتابع قائلاً:" تعرض رجل أسود أمريكي من أصل أفريقي يُدعى كريس سمولز لضرب مبرح أمامي. قيل لي إنهم يعرفون هويتي، فوقعت في ورطة كبيرة. لم يكن لديّ أي حماية داخل السجن، وقد أتعرض لمكروه. لم يُسمح لي بتناول أي من أدويتي طوال فترة وجودي هناك، أي ثلاثة أيام ونصف. لم يُسمح لي بمغادرة زنزانتي، وهو حق من حقوق الإنسان". 

918.jpeg
الناشط الأسترالي روبرت مارتن 

كما أشار خلال حديثه إلى تحيا مصر أن إسرائيل لفقت تهمه له، بالاعتداء على جندي أو حارس سجن، وتم نقله إلى سجن آخر، ولم يعرفوا مكاني، وقال:" كان هذا تلفيقًا كاملًا، ولذلك ظنت عائلتي لبضعة أيام أنني نُقلت بعد أن ضربت جنديًا".

الناشط الأسترالي روبرت مارتن لـ «تحيا مصر»: لم آكل ولم أشرب حتى وصلت إلى الأردن

كما تحدث عن ظروف المعيشية داخل الزنزانة وقال:" كانت الأسرّة مروعة. كانت هناك حشرات ضارة. كان الماء غير صالح للشرب، وبالكاد كان حوض الاستحمام يُحرق الجلد. لم أشرب ولم آكل طوال فترة وجودي هناك. لم آكل ولم أشرب حتى وصلت إلى الأردن. لم يُسمح لي برؤية طبيب، طبيب حقيقي. صوّروني وأنا أرى شخصًا يرتدي سترة طبية. ولا أعتقد أنهم كانوا أطباء". 

الناشط الأسترالي روبرت مارتن لـ «تحيا مصر»: أجبرونني على خلع ملابسي ولم أنم لمدة أربعة أيام 

وقال:" خضعتُ للتفتيش العاري عدة مرات. كانوا يدخلون الزنزانة ويدفعونني إلى كابينة الاستحمام ويُجبرونني على خلع ملابسي. كان هناك ما بين أربعة وستة جنود أو حراس سجن في كل مرة، وكانوا مُجهزين بالكامل بالعتاد المناسب والأسلحة. كانوا يصرخون علينا بالعبرية. ثم يأتون ليسألوا إن كنا نريد توقيع تنازل عن إطلاق سراحنا. لم أنم لثلاثة أو أربعة أيام. نمتُ عندما وصلتُ إلى الأردن حيث قضيتُ ليلة في المستشفى، وقالوا إنني غير مؤهل للطيران". 

وعند سؤاله حول الدافع والأسباب التي جعلته يشارك في هذه الرحلة البحرية قال في تصريحات خاصة:" كنتُ متحمسًا للانضمام إلى أسطول الحرية عندما طُلب مني ذلك قبل بضع سنوات، لكنني لم أستطع. كنتُ على متن سفينة "هولا" قبل عام، وكان من المفترض أن أكون على متن سفينة (الضمير)التي قُصفت، ثم كان من المفترض أن أكون على متن السفينة مع (مادلين)، لكنني كنتُ مريضًا بمجرد أن تحسنت حالتي، سافرنا جوًا وغادرنا غاليبولي في تركيا إلى غزة". 

الناشط الأسترالي روبرت مارتن لـ «تحيا مصر»:سيبحر آلاف الأشخاص من جديد حتى تتحرر فلسطين 

واردف:" شعرت بمسؤولية التواجد على متن القارب كما عُرض عليّ، والمزيد من القوارب ستبحر، وسيبحر آلاف الأشخاص حتى تتحرر فلسطين، وهو الهدف الرئيسي للحرية. وكان يهدف أسطول الحرية إلى إظهار الحصار غير القانوني المفروض على غزة منذ عامي 2005 و2006 للعالم. لن أتمكن من النظر إلى أطفالي وإخبارهم بأنني أتيحت لي الفرصة للتواجد على متن السفينة، لكنني اخترت ألا أفعل، فهذا ليس من شأني". 

وبالحديث عن ما تعرضت له الناشطة السويدية جريتا ثونبرج من ضرب وجرها من شعرها خلال اعتقالها من جانب القوات الإسرائيلية بعد السيطرة على السفينة التي كانت على متنها ضمن أسطول الصمود العالمي وحول دقة هذه المعلومات، قال:" بالنسبة لجريتا، لا أعرف، لكن تجربتي مع إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة، مع الشرطة العسكرية وفرق الهدم وفرق السجون وفرق الهجرة، تؤكد لي أنهم سيفعلون بها ذلك دون أدنى شك". 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق