بينما يُقتل الأطفال في غزة وتتحول البيوت إلى ركام، خرجت قيادات من ما يُعرف بالحركة الإسلامية داخل الأراضي المحتلة، التي تمثل الوجه الرسمي لتنظيم الإخوان الإرهابي في الداخل الإسرائيلي، لتقود مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، عاصمة الكيان الذي يحتل الأرض ويقتل الشعب. هذا المشهد لم يكن مجرد سلوك مرفوض سياسيًا، بل خيانة كاملة الأركان.

ففي وقت كان ينتظر فيه الفلسطينيون والعرب والمسلمون موقفًا موحدًا في مواجهة المجازر، اختارت جماعة الإخوان الإرهابية أن يصطفوا مع الرواية الإسرائيلية ضد مصر، ويحولوا السفارة المصرية إلى هدف سياسي، بينما يتجنبون توجيه أي لوم للاحتلال، وكأن القاهرة هي من تقصف غزة، لا تل أبيب.

المشاركة في مظاهرة مرخصة من الشرطة الإسرائيلية، أمام السفارة المصرية وفي قلب تل أبيب، تمثل سقوطًا أخلاقيًا وسياسيًا مدوّيًا. من خرجوا هناك لم يهتفوا للمقاومة، ولم يطالبوا بوقف العدوان، بل كالوا الاتهامات لمصر، وشوّهوا دورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.

الحركة الإسلامية، الذراع الرسمي للإخوان في الداخل الإسرائيلي، أثبتت مجددًا أنها لا تنتمي إلا لمشروع التنظيم العالمي، وليس للقضية ولا للشعب الفلسطيني، فهي مستعدة للتحالف مع الشيطان نفسه طالما أن ذلك يحقق مكاسب دعائية، ولو على حساب الدم الفلسطيني.

لم يعد خافيًا أن جماعة الإخوان يستخدمون القضية ورقة مساومة، ويدرّبون أعضائها على تزييف الوعي وخيانة الجغرافيا والانتماء.

فمصر، رغم التحديات، هي التي فتحت أبوابها للمساعدات و للجرحى، وهي التي تقود الوساطات لوقف نزيف الدم، وهي التي لم تتخلّ يومًا علي مر عقود  عن مسؤوليتها التاريخية تجاه فلسطين ولم تنتظر شكرًا، أما الإخوان، فقد كشفوا وجههم القبيح في مظاهرة تل أبيب، حيث خانوا الدين والوطن والعروبة، وتآمروا على من وقف دائمًا في صفهم.

إن من يهاجم مصر من قلب تل أبيب، ليس وطنيًا، ولا مقاومًا، بل خائن وعميل، سواء لبس عباءة الدين أو حمل راية القضية.

وستظل بوصلة مصر دوما نحو الشعب  الفلسطيني حتى إقامة دولته المستقلة  ولن تحيد عن هذا الدور التاريخي حتى لو كره المتآمرون.