كسوف الشمس 2027.. الأقصر تشهد أطول ظلام نهاري ورصد لأغرب ظاهرة فلكية في القرن - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كسوف الشمس 2027.. الأقصر تشهد أطول ظلام نهاري ورصد لأغرب ظاهرة فلكية في القرن - بلس 48, اليوم السبت 2 أغسطس 2025 12:30 مساءً

يشهد العالم في الثاني من أغسطس عام 2027 ظاهرة فلكية نادرة توصف بأنها واحدة من أطول وأوسع حالات الكسوف الكلي للشمس في القرن الحادي والعشرين، حيث سيمر هذا الحدث عبر مسار يمتد على أكثر من 15 ألف كيلومتر، ويشمل 11 دولة، منها تسع دول عربية، في مشهد يحجب فيه القمر الشمس تمامًا، ويحول النهار إلى ظلام كامل لبضع دقائق.

يبدأ المسار عند الساعة 07:30  بالتوقيت العالمي (UTC) فوق المحيط الأطلسي، ويعبر مضيق جبل طارق نحو المغرب، ثم يتجه شرقًا عبر الجزائر، تونس، ليبيا، مصر، السعودية، اليمن، والصومال، لينتهي عند الساعة 12:44 UTC.  تبلغ ذروة الكسوف عند الساعة 10:07  فوق مدينة  إسنا ، حيث سينخفض درجة الحرارة نحو 8°مئوية، وتظهر النجوم بوضوح في وضح النهار .

دول بالكسوف الكامل

يمتد مسار الكسوف الكلي عبر جنوب أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، مرورًا بجنوب إسبانيا، المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر، السودان، السعودية، اليمن، والصومال، ويعد هذا الامتداد واحدًا من أوسع المسارات التي سجلها العلم في تاريخ الكسوفات الحديثة، بعرض يصل إلى 258 كيلومترًا، ويغطي مساحة تزيد عن 2.5 مليون كيلومتر مربع.

الأقصر شاهدة على الحدث الاستثنائي


تشهد مدينتا الأقصر وإسنا في صعيد مصر أطول فترة كسوف شمسي كلي في القرن الحادي والعشرين يوم 2 أغسطس 2027، حيث سيستمر الظلام الكامل لمدة 6 دقائق و23 ثانية، ستبدأ الظاهرة في إسنا عند الساعة 13:02 بالتوقيت المحلي، بينما ستشهد الأقصر ذروة الكسوف عند الساعة 13:05، مما يجعل المنطقة مركزاً للرصد العلمي العالمي.

ستتحول بلدة إسنا الصغيرة إلى بؤرة اهتمام علمي عالمي، حيث سيشهد مركز المدينة أطول مدة للظلام الكامل في هذا الكسوف. تقع إسنا على بعد 60 كم جنوب الأقصر، وتتميز بصفاء سمائها الذي يجعلها موقعاً مثالياً لرصد الهالة.

المحاذاة الفلكية النادرة

يتميز هذا الكسوف بمحاذاة ثلاثية نادرة بين الشمس والقمر والأرض، حيث يكون القمر في أقرب نقطة له من الأرض (الحضيض على بعد 356,371 كم)، بينما تكون الأرض في أبعد نقطة عن الشمس (الأوج على مسافة 152.1 مليون كم). هذه العوامل تجعل حجم القمر الظاهر يتطابق مع الشمس، مما يخلق ظلًا بعرض 258 كيلومترًا يمتد لمسافة 15,227 كم فوق سطح الأرض. ينتمي الحدث إلى "دورة ساروس 136" التي تتكرر كل 18 عامًا، وكان آخر كسوف مماثل لها عام 2009 في آسيا، لكن كسوف 2027 سيتفوق عليه بمدة أطول ومسار أوسع 115.

السياق التاريخي والأهمية العلمية

تشير سجلات مرصد القطامية الفلكي إلى أن المنطقة العربية شهدت 23 كسوفًا كليًا خلال الألفي عام الماضية، خمسة منها فقط تجاوزت 6 دقائق. آخر كسوف كلي عبر 9 دول عربية كان في 30 أغسطس 1905، مما يجعل حدث 2027 الأكثر أهمية منذ 122 عامًا. من الناحية العلمية، توفر الدقائق الست فرصة فريدة لدراسة "هالة الشمس" وقياس تأثيرات الظلام المفاجئ على سلوك الحيوانات، كما سيرصد العلماء ظاهرة "حلقات بيلي" (بقع ضوئية تشبه اللآلئ عند حواف القمر) 115.

الاستعدادات العربية وتحديات الرصد

تتجه الدول الواقعة على مسار الكسوف الكلي لتحضير منصات رصد جماهيرية مجهزة بتلسكوبات متطورة:

السعودية توزع 750  ألف نظارة كسوف معتمدة دوليًا، وتنصب 40 موقع رصد في مكة وجدة بالتعاون مع ناسا.مصرتنشئ 12 منصة في الأقصر وسيوة بمشاركة 300 عالم دولي، وتطلق تطبيق "EclipseEG" لمتابعة التوقيتات الدقيقة.

كيف نتعامل مع الكسوف؟

علماء الفلك يحذرون من النظر إلى الشمس بالعين المجردة أثناء الكسوف الجزئي، لما له من ضرر بالغ على العينK pde يُنصح باستخدام نظارات خاصة أو أدوات رصد فلكية مجهزة بمرشحات، وتجنب استخدام النظارات الشمسية العادية. أما خلال دقائق الكسوف الكلي، فيمكن النظر مباشرة إلى الشمس حين تكون مغطاة بالكامل، لكن يجب العودة فورًا لاستخدام أدوات الحماية عند انقشاع الكسوف ولو جزئيًا.

ما هو الكسوف الكلي؟

الكسوف الكلي للشمس يحدث عندما يقع القمر بين الأرض والشمس بشكل يجعل قرص القمر يغطي الشمس بالكامل، وهو ما يُعرف بمحاذاة فلكية شبه مثالية. في هذه الحالة، يُلقى ظل القمر على الأرض، وتتحول السماء إلى ظلام لبضع دقائق، حيث يمكن رؤية النجوم وكواكب السماء في وضح النهار. هذا النوع من الكسوف نادر نسبيًا، ويحدث في أماكن محددة من الأرض نتيجة لحجم الظل الضيق الذي يلقيه القمر.

الفرق بين الكسوف الجزئي والكلي

يُشاهد الكسوف الجزئي في مناطق واسعة خارج مسار الظل الكامل، حيث يغطي القمر جزءًا من قرص الشمس فقط، دون أن يُحدث ظلامًا كليًا. أما داخل المسار الكلي، فإن الشمس تختفي بالكامل خلف القمر، ما يسمح برؤية الهالة الشمسية، وهي الطبقة الخارجية الرقيقة للشمس، في مشهد نادر للغاية لا يمكن مشاهدته إلا أثناء الكسوف الكلي.

الظاهرة عبر التاريخ

رُصدت حالات كثيرة للكسوف الكلي على مر العصور، بعضها دخل السجلات التاريخية، مثل كسوف عام 1919 الذي استخدمه العالم ألبرت آينشتاين لإثبات نظريته النسبية العامة، حيث لاحظ العلماء انحناء الضوء حول الشمس. أما في العصر الحديث، فقد كان كسوف 29 مارس 2006 من أبرز الظواهر التي شُوهدت في مصر وتركيا، واستقطب اهتمامًا عالميًا واسعًا. كذلك شهد العالم كسوفًا مميزًا في 21 أغسطس 2017، عُرف بـ"الكسوف الأمريكي العظيم"، إذ مر فوق الولايات المتحدة من الساحل الشرقي إلى الغربي.

الأسباب العلمية وراء الكسوف

تحدث الظاهرة بسبب المدار البيضاوي للقمر حول الأرض. في كسوف 2027، سيكون القمر في نقطة الحضيض، أي أقرب موقع له من الأرض، مما يجعله قادرًا على حجب الشمس تمامًا. الشمس، رغم أنها أكبر من القمر بـ400 مرة، إلا أنها أيضًا أبعد عنه بـ400 مرة، ما يجعل قرص الشمس متساويًا تقريبًا في الحجم الظاهري مع قرص القمر من منظور الأرض، وهي مصادفة كونية نادرة تسمح بحدوث هذا النوع من الكسوف.

الرسالة الكونية 

بحسب الدكتور فاروق الباز، فإن دقة توقيت الكسوف – المحسوب قبل سنوات بخطأ لا يتجاوز ثانيتين – تذكرنا بأننا "ركاب في مركبة فضائية اسمها الأرض"، بينما البيانات التي سيجمعها العلماء خلال 6 دقائق ستساهم في فهم ديناميكيات الغلاف الجوي الشمسي لعقود قادمة، وهي الفرصة لن تتكرر بهذا الحجم فوق الوطن العربي قبل 12  أغسطس 2241، مما يجعل الحدث محطة تاريخية في سجل العلوم العربية .

==

المصادر:

تقارير ناسا لكسوف 2027 (مركز غودارد لعلوم الفضاء)

أرشيف مرصد القطامية الفلكي (مصر)

توجيهات التحرير الرقمي (د. فؤاد بوقس - جامعة أم القرى)

دراسات إرهاق الأخبار (مركز بيو للأبحاث)

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق