في إحاطتها الدورية أمام مجلس الأمن الدولي، شددت القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، على ضرورة الوصول إلى مصالحة شاملة وحقيقية بين الأطراف الليبية. وأوضحت خوري أن استمرار اتخاذ الإجراءات الأحادية من قبل الأطراف السياسية من شأنه تقويض سيادة البلاد وتفاقم الانقسامات السياسية، مما يبعد ليبيا عن تحقيق حل سياسي شامل ومستدام.

الانقسام السياسي والحاجة إلى حكومة موحدة

أشارت خوري في كلمتها إلى الانقسام المستمر في مؤسسات الدولة الليبية، مؤكدة على ضرورة تشكيل حكومة موحدة تكون مسؤولة عن تنظيم الانتخابات وضمان التوزيع العادل للثروات بين جميع الليبيين. وأوضحت أن هذا الانقسام يعيق جهود الوصول إلى حل سياسي شامل، مشيرة إلى أن الانتخابات هي مفتاح رئيسي لتحقيق الاستقرار.

وأضافت خوري أن الأمم المتحدة مستعدة لدعم ليبيا في تنظيم الانتخابات وتوفير الدعم الدولي اللازم لضمان نجاح العملية الانتخابية. ومع ذلك، أكدت أن التعاون بين جميع الأطراف الليبية يعد أساسياً لضمان السير نحو حل سياسي مستدام.

المساءلة عن الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان

تناولت خوري أيضًا ملف المساءلة، مشيرة إلى مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق ستة أفراد متورطين في جرائم المقابر الجماعية المكتشفة في مدينة ترهونة. واعتبرت أن هذه الخطوة تعزز مبدأ المساءلة وتُظهر التزام المجتمع الدولي بمحاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا.
 

كما أعربت عن قلقها إزاء استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في شرق وغرب ليبيا، مشيرة إلى حالات الاعتقال التعسفي واستهداف النساء والمنظمات النسائية. ودعت السلطات الليبية إلى تعزيز المساءلة وكشف الحقائق المتعلقة بجرائم المقابر الجماعية في ترهونة وجبر الضرر للضحايا وعائلاتهم.

الوضع الإنساني وتدفق اللاجئين

فيما يتعلق بالأزمة الإنسانية، أكدت خوري على الوضع الصعب الذي يواجهه الآلاف من اللاجئين الذين تدفقوا إلى ليبيا هربًا من الحرب في السودان. وأشارت إلى أن ظروفهم المعيشية تمثل مصدر قلق كبير، مشددة على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لهم ولمؤسسات الدولة الليبية للتعامل مع هذه الأزمة المتزايدة.

كارثة فيضانات درنة والصمود الليبي

أشادت خوري بصمود الشعب الليبي في مواجهة كارثة فيضانات درنة التي أودت بحياة الآلاف. وأكدت أن الليبيين يستحقون حلاً حقيقياً لأزمتهم، داعية المجتمع الدولي لدعم ليبيا في هذه المرحلة الصعبة. واختتمت كلمتها بالتأكيد على أهمية دعم مجلس الأمن لجهود الأمم المتحدة في تعزيز الاستقرار والمصالحة في ليبيا.