أبرمت بغداد مجموعة من الاتفاقيات الإستراتيجية التي تُعدّ من أكبر صفقات الكهرباء في العراق خلال العقود الأخيرة، مستهدفةً تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات من دول الجوار.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع الطاقة العراقي، فإن العام الجاري حمل ملامح تحوّل كبير في السياسات الحكومية تجاه الطاقة الكهربائية، من خلال التوسع في التوليد الذاتي، واستعمال التقنيات الحديثة، وتنويع الشركاء الدوليين.
كما ركّزت بغداد خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2025 على دعم البنية التحتية للكهرباء عبر مشروعات ضخمة مع شركات سعودية وأميركية وألمانية وصينية وتركية، ما يعكس تنوعًا في الإستراتيجيات الاستثمارية التي تضمن استدامة الإنتاج وتحسين الكفاءة.
وفي هذا السياق، أجرت منصة الطاقة مسحًا لأهم صفقات الكهرباء في العراق وأكبرها خلال المدة بين أول يناير/كانون الثاني 2025 وأخر سبتمبر/أيلول، على النحو التالي:
تقنية سعودية بقطاع الكهرباء العراقي - يناير 2025
في مطلع العام، أُعلنت صفقة سعودية جديدة لتوظيف تقنية حديثة من شأنها إنقاذ منظومة الكهرباء العراقية التي تعاني من نقص الوقود، إذ جاءت المبادرة بعد اجتماع وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل مع ممثل هيئة الاستثمار السعودية، بحضور مسؤولي شركة الحلول للخدمات النفطية.
وأكدت الشركة السعودية استعدادها لنقل تقنيات متطورة في معالجة الوقود ومخلّفاته الناتجة عن عمليات التصفية في المحطات الحرارية والغازية، بما يعزز قدرة التوليد الوطنية.
وتُعدّ هذه الخطوة من أكبر صفقات الكهرباء في العراق خلال الربع الأول من 2025، إذ تسهم في معالجة أزمة نقص الوقود، وإعادة تشغيل الوحدات المتوقفة، ودعم جهود بغداد في تطوير قطاع الكهرباء بالاستفادة من التكنولوجيا السعودية الحديثة.
أكبر اتفاقيتي كهرباء في تاريخ بغداد- مارس 2025
شهد مارس/آذار 2025 توقيع أكبر اتفاقيتين في تاريخ قطاع الكهرباء العراقي مع شركتي جنرال إلكتريك الأميركية وسيمنس الألمانية، في خطوة تُعدّ من أكبر صفقات الكهرباء في العراق منذ تأسيس المنظومة الوطنية للطاقة.
وتهدف الاتفاقيتان إلى رفع القدرة التوليدية بنحو 34 ألف ميغاواط، من خلال تطوير وصيانة المحطات القائمة وإنشاء أخرى جديدة، مع التركيز على إدخال تقنيات حديثة لزيادة الكفاءة دون استهلاك كميات إضافية من الوقود.
وتأتي هذه الاتفاقيات ضمن إستراتيجية شاملة لتحسين الشبكة الوطنية وتقليل الاعتماد على الغاز والكهرباء المستوردين، في إطار خطط الحكومة العراقية لتحقيق استقرار دائم في الإمدادات خلال الأعوام المقبلة.
أول محطة لتوليد الكهرباء من النفايات - مارس 2025
في مارس/آذار، دشّنت وزارة الكهرباء مشروعًا نوعيًا يُمكن تصنيفه ضمن أكبر صفقات الكهرباء في العراق، إذ أطلقت أول محطة لتحويل النفايات إلى طاقة كهربائية في منطقة النهروان بالعاصمة بغداد.
ويُنفّذ المشروع بالتعاون مع شركة "شنغهاي" الصينية (SUS)، بهدف معالجة 3 آلاف طن من النفايات يوميًا لإنتاج 100 ميغاواط من الكهرباء، ما يسهم في تقليل التلوث وتحقيق فائدة اقتصادية مزدوجة.
ويعتمد المشروع على تقنية الحرق التام عالية الكفاءة، التي تقلل الانبعاثات الملوثة، وتمثّل تجربة رائدة في المنطقة العربية، وتفتح الباب أمام مشروعات مماثلة في محافظات أخرى مستقبلًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
أكبر صفقة في تاريخ العراق - أبريل 2025
خلال أبريل/نيسان، احتلّت بغداد صدارة الاهتمام الإقليمي عبر توقيع مذكرة تفاهم مع شركة "جي إي فيرنوفا" الأميركية، في إطار أكبر صفقات الكهرباء في العراق على الإطلاق، إذ تشمل إنشاء محطات إنتاج تعمل بالدورة الغازيّة المركبة بقدرة إجمالية 24 ألف ميغاواط.
وتركّز الاتفاقية على تطوير محطات الكهرباء الحالية وزيادة كفاءة التشغيل من دون زيادة استهلاك الوقود، مع اعتماد مراحل تنفيذ تمتد على 4 سنوات، تموّلها مصارف عالمية متخصصة بقطاع الطاقة.
وتسعى الحكومة العراقية من خلال هذه الصفقة إلى إحداث نقلة نوعية في البنية التحتية للكهرباء، وتحقيق استقرار دائم في الإمدادات تزامنًا مع تزايد الطلب المحلي على الطاقة، وفق بيانات وزارة الكهرباء العراقية، التي طالعتها "الطاقة".
الكهرباء التركية إلى العراق - يونيو 2025
شهد شهر يونيو/حزيران 2025 صفقة مهمة بين وزارة الكهرباء العراقية وشركة "أليفرين" التركية لزيادة صادرات الكهرباء من أنقرة إلى بغداد، في واحدة من أكبر صفقات الكهرباء في العراق خلال النصف الأول من العام الجاري.
وتتضمن الصفقة المهمة مضاعفة قدرة خط الربط الكهربائي بين البلدين من 300 إلى 600 ميغاواط، عبر خط (جزرة - كسك 400 كيلوفولت) في محافظة نينوى، ما يعزز استقرار المنظومة الوطنية في ذروة الصيف.
وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي بغداد لتنويع مصادر إمداداتها من الكهرباء، بالإضافة إلى تحقيق توازن بين الإنتاج المحلي والاستيراد، خصوصًا مع تراجع إمدادات الغاز الإيراني وتزايد استهلاك الكهرباء في المدن العراقية الكبرى.
سفينة كهرباء تركية - يونيو 2025
خلال الشهر ذاته، عززت بغداد تعاونها مع أنقرة من خلال صفقة جديدة لاستقدام سفينة كهرباء تركية لتوليد 650 ميغاواط إضافية، وهو ما جعلها من أكبر صفقات الكهرباء في العراق خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري 2025.
وأبرمت الحكومة الفيدرالية في بغداد عقدًا مع شركة كارباورشيب التركية لتشغيل بواخر توليدية قبالة السواحل العراقية، بهدف سد النقص خلال ذروة الطلب في فصل الصيف، وضمان تغذية مستقرة بالكهرباء إلى المناطق الحيوية.
كما أُقرّ مشروع المنصة العائمة "إف إس آر يو" لاستيراد الغاز المسال لتغذية محطة بسماية بالوقود، بطاقة تصميمية تبلغ 750 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، مما يعزز مرونة منظومة الكهرباء العراقية.
صفقة عراقية مهمة - أغسطس 2025
في أغسطس/آب، وُقِّعت صفقة جديدة مع شركة سيمنس الألمانية لتنفيذ محطات كهرباء بقدرة 14 ألف ميغاواط، ما جعلها من أكبر صفقات الكهرباء في العراق خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 2025.
وتعتمد الصفقة العملاقة على استغلال الوقود المنتج محليًا، بالإضافة إلى تقنيات الدورة المركبة لخفض الانبعاثات وتقليل الاعتماد على الواردات، مع التركيز على تعزيز الكفاءة والإنتاج المستدام في جميع المحافظات.
وأكد وزير الكهرباء العراقي المهندس زياد علي فاضل أن هذه الصفقة تمثّل خطوة إستراتيجية نحو تحقيق أمن الطاقة الوطني، وترسيخ مكانة العراق ضمن الدول القادرة على إنتاج الكهرباء بكفاءة واستدامة.
موضوعات متعلقة..
نرشح لكم..
المصدر:










0 تعليق