سيرة القديس زكريا الراهب بن قاريوس تحتفل الكنيسة بتذكار نياحتة - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحتفل الكنيسة اليوم بتذكار نياحة القديس زكريا الراهب بن قاريوس في ١٣ بابة الموافق ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٤. في مثل هذا اليوم تُذكر نياحة القديس زكريا، المعروف بزخارياس، ابن الراهب قاريوس.

القديس زكريا الراهب بن قاريوس
القديس زكريا الراهب بن قاريوس

سيرة القديس زكريا الراهب بن قاريوس

كان والده قاريوس (المعروف أيضًا بكاريون الراهب) شخصًا محبًّا للرهبنة. بعد زواجه وإنجابه، قرر السعي نحو الحياة الرهبانية وأخبر زوجته برغبته، التي وافقت وساندته في ذلك. ترك قاريوس ابنه وابنته مع والدتهما وتوجه إلى برية شيهيت حيث التقى أحد الشيوخ القديسين وترهّب.

في ذلك الوقت، واجهت البلاد فترة من القحط الشديد، ما اضطر زوجة قاريوس إلى البحث عن ملجأ جديد برفقة طفليها. لجأت إلى البرية حيث يعيش زوجها وشكت له معاناتها مع الظروف الصعبة، ثم تركت طفليها معه بعد عجزها عن إعالتهما. كانت قوانين الرهبان تمنع الاختلاط بالنساء، فبقيت زوجته على مسافة بعيدة بينما دار بينهم الحوار. وحين طلبت من الطفلين الاقتراب من والدهما، توجه الابن بينما عادت الابنة معها.

عندها قال لها قاريوس: “الله قد اختار نصيبنا، خذي الابنة واتركي الولد لي”. أخذت الأم الفتاة وعادت، بينما كرس قاريوس ابنه للرهبنة. جلب الصبي إلى الشيوخ الذين صلوا له وتنبأوا بأنه سيكون من الرهبان الأتقياء والمميزين.

القديس زكريا الراهب بن قاريوس
القديس زكريا الراهب بن قاريوس

تواضع القديس زكريا الراهب بن قاريوس

نشأ زكريا في البرية تربية صالحة مليئة بالورع والتقوى، وتقدم في الفضائل حتى أصبح محل إعجاب وشكوى في الوقت ذاته بسبب وسامته. قال بعض الرهبان إن جمال شكله لا يتناسب مع حياة البرية، وكان ذلك مدعاة للتذمر في الإسقيط. حين علم زكريا بما يقوله الآخرون عنه، غادر إلى بحيرة النطرون دون أن يُعلم أحدًا. هناك خلع ملابسه وانغمس في الماء لفترات طويلة حتى تغير لون بشرته وصار كالمرضى بالجذام. عاد بعدها إلى أبيه الذي لم يتعرف عليه إلا بعد النظر إليه مطولًا. وعندما سأله عن السبب وراء تغيّر شكله، كشف له عن ما فعله تعبيرًا عن تواضعه وإخفاء لوسامته.

في يوم الأحد التالي، ذهب القديس زكريا الراهب بن قاريوس مع أبيه إلى الكنيسة لتناول الأسرار المقدسة. فتح الله عينَي القديس إيسيذورس قس الإسقيط ليكشف له ما صنعه زكريا من تضحية وتواضع. فقال للرهبان: “كان زكريا الأحد الماضي شبيهًا بالبشر، أما الآن فقد صار أشبه بالملائكة”.

القديس زكريا الراهب بن قاريوس
القديس زكريا الراهب بن قاريوس

حياة جهاد ونسك القديس زكريا الراهب بن قاريوس

تحلى القديس زكريا الراهب بن قاريوس بجميع الفضائل، خاصة التواضع الذي تفوق فيه حتى أن والده قال عنه: “رغم كل ما تحملته من أتعاب روحية، إلا أنني لم أبلغ مرتبة ابني زكريا”. عاش القديس حياة جهاد ونسك لمدة خمسة وأربعين عامًا، حيث دخل البرية وهو في السابعة من عمره وقضى فيها حياته إلى أن بلغ الثانية والخمسين، لينتقل بسلام.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق