تخيل كده إنك تقدر توفر نص تكلفة العلف، وتزود لبن الأبقار والبيض وإنتاج السمك كمان! .. وكل ده من نبات بيطلع لوحده على وش المية من غير لا تعب ولا سماد!
هحكيلكم عن الكنز الأخضر أو زي ما بيسموه "النبات المعجزة".. طحالب الأزولا، اللي بدأت بفكرة بنت عندها 17 سنة بس، وقدرت تغير مفهوم الزراعة في مصر كلها!
القصة بدأت لما نورهان سعد زاكي، طالبة في تانية ثانوي من الوادي الجديد، شاركت في مسابقة لوزارة التربية والتعليم بعنوان "ماذا لو كنت محافظ؟"، والكل وقتها اتكلم عن المستشفيات والطرق والمدارس .. لكن نورهان كان ليها فكر تاني خالص.
قالت ببساطة: ليه مانزرعش طحالب الأزولا؟، نبات غني بالبروتين والمعادن، ممكن يكون علف طبيعي ورخيص للحيوانات والمواشي بدل الأعلاف الغالية.
الفكرة كانت غريبة في الأول، بس محافظ الوادي الجديد شاف فيها أمل حقيقي وقرر ينفذها في قرية اسمها الشراكة 55.
ومن هنا بدأت الحكاية
تمت التجربة، والمفاجأة كانت إن النتائج فاقت التوقعات:
إنتاج اللبن زاد بنسبة 25%، والفراخ بقت تبيض أكتر بنسبة 20%، والثروة السمكية كمان اتحسنت بشكل كبير!
والمزارعين وفروا حوالي 40% من تكلفة العلف من غير ما يصرفوا حاجة زيادة.
خليني بقى احكيلكم عن الأزولا، عشان دي مش نبات عادي، دي بتعيش فوق سطح المية من غير تربة ولا سماد، وبتتكاثر بسرعة رهيبة، يعني كل 3 أيام تلاقيها بتضاعف إنتاجها!
الفدان الواحد ممكن يجيب طن أزولا في اليوم، تخيل ده علف طبيعي بيتجدد لوحده من غير مجهود!
الناس في الأول كانت بترميها من المية ومتعرفش قيمتها، لكن دلوقتي بقت مشروع حقيقي بيغير حياة المزارعين.
ووزارة الزراعة نفسها دخلت على الخط، بدأت تدعم المشروع وتعمل دورات تدريبية للمزارعين عشان يتعلموا يزرعوا الأزولا بطريقة صحيحة.
والمدارس الزراعية كمان بقت بتدرسها ضمن المناهج العملية!
مش بس كده، دي كمان بتستخدم كـ سماد طبيعي غني بالنيتروجين، بيغذي التربة وبيقلل من استخدام الكيماويات الضارة.
وحتى المية اللي بتطلع منها الأزولا مابتترميش، دي بتتسقى بيها الزرع لأنها مليانة عناصر مفيدة.
يغني نورهان اللي كانت مجرد طالبة حلمت بفكرة بسيطة، وقدرت تغير بيها طريقة التفكير في الزراعة كلها، وتفتح باب جديد للزراعة المستدامة في مصر.
والنهارده الأزولا بقت بتتباع طازة ومجففة، وبقت رمز لمستقبل زراعة صديقة للبيئة ورخيصة في نفس الوقت.


















0 تعليق