غزة فوق ركام سام.. 61 مليون طن من الأنقاض تهدد الحياة وتؤجل الإعمار - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بينما يترقب الفلسطينيون في قطاع غزة بصيص أمل بعد وقف إطلاق النار، تكشف تقارير الأمم المتحدة عن مأساة صامتة خلفتها حرب استمرت لعامين كاملين، إذ دفنت القطاع تحت أكثر من 61.5 مليون طن من الركام، تُشكّل عبئاً بيئياً وصحياً وإنسانياً غير مسبوق. 

ووفقاً لتحليل برنامج الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة (أونوسات)، فإن نحو 193 ألف مبنى في غزة دُمّر أو تضرّر، أي ما يعادل 78% من الأبنية التي كانت قائمة قبل اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، مما يجعل حجم الدمار في غزة أحد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.

ركام سام يهدد الحياة اليومية

لا تتوقف خطورة الركام عند حجمه الهائل، بل تتجاوز ذلك إلى مخاطره الصحية السامة، إذ أكّد برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) أن ما يقرب من 4.9 مليون طن من هذا الحطام قد تكون ملوّثة بمادة الأسبستوس، وهي مادة مسرطنة كانت تستخدم في الأبنية القديمة، وتشكّل تهديداً مباشراً للسكان في المناطق المكتظة، مثل جباليا والنصيرات وخان يونس ورفح. كما أن 2.9 مليون طن إضافية من الأنقاض الناتجة عن المناطق الصناعية قد تحتوي على مواد كيميائية خطيرة، ما يرفع من احتمالات انتشار التلوث في الهواء والمياه الجوفية والتربة الزراعية.

 

أرقام صادمة تكشف حجم الكارثة

تُقدّر الأمم المتحدة أن كمية الركام المنتشرة في القطاع تعادل 170 مرة وزن ناطحة السحاب إمباير ستيت في نيويورك، أو ما يوازي 6 آلاف برج إيفل. وبهذا المعدل، يصل نصيب كل متر مربع في غزة إلى 169 كيلوغراماً من الأنقاض، وهو رقم يوضح مدى التشبع الكلي للقطاع بالدمار. 

وقد سُجّل خلال الفترة بين أبريل ويوليو 2025 وحدها أكثر من 8 ملايين طن من الأضرار الجديدة، معظمها في جنوب القطاع، خصوصاً بين مدينتي رفح وخان يونس، ما يبرز تسارع عمليات التدمير حتى قبيل سريان وقف النار.

إعادة الإعمار.. بين الأمل والتحدي

مع دخول المرحلة الأولى من خطة غزة حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الحالي بوساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتجه الأنظار نحو المرحلة الثانية التي تركز على إعادة الإعمار ونزع السلاح. 

غير أن هذه العملية تصطدم بواقع بيئي معقد، يتطلب أولاً إزالة ملايين الأطنان من الركام السام قبل الشروع في أي بناء جديد. ويؤكد خبراء الأمم المتحدة أن التعامل مع هذه الكميات يحتاج سنوات من العمل الميداني والتقنيات المتقدمة لضمان عدم تعريض السكان لمزيد من الأخطار الصحية.

غزة تنتظر حياة من تحت الأنقاض

بين الأمل في إعادة الإعمار والخطر المحدق من الركام السام، تقف غزة اليوم أمام واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في القرن الحادي والعشرين.

 فالسلام وحده لا يكفي لإعادة الحياة، بل لابد من خطة بيئية عاجلة وشاملة تزيل هذا الكم الهائل من الدمار، وتعيد إلى القطاع نبضه المفقود.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق