حلق أمينة خليل يثير الجدل ناس عايشة وناس كويس إنها عايشة” بهذه العبارة الساخرة لخص رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر حالة الجدل الواسعة التي أشعلتها تصريحات الفنانة أمينة خليل خلال حوارها مع الإعلامية لميس الحديدي فكلمة “عادي” التي وصفت بها أمينة خليل قرطها من علامة “زارا” التجارية الشهيرة لم تمر مرور الكرام بل فتحت نقاشاً حاداً حول الفجوة الطبقية والتفاوت الاجتماعي في البلاد لتتحول إجابة عفوية إلى قضية رأي عام تعكس انقسامات أعمق بكثير من مجرد اختيار إكسسوار.
حلق أمينة خليل شرارة الجدل على هامش الجونة
بدأ الأمر بتعليق بسيط من الإعلامية لميس الحديدي التي أبدت إعجابها بالحلق الذي ترتديه أمينة خليل لترد الفنانة ببساطة “ده زارا عادي”.

اندهاش الحديدي من أن فنانة بحجم أمينة خليل تختار إكسسواراتها من “زارا” كان كفيلاً بإشعال الموقف حيث أكدت خليل أن الأهم بالنسبة لها هو تناسق ملابسها وليس الانشغال بالماركات العالمية.

وسرعان ما انتقل هذا الحوار القصير من شاشة التلفزيون إلى منصات التواصل الاجتماعي ليصبح المادة الأكثر تداولاً ونقاشاً.
انقسام حاد بين عالمين
أظهرت ردود الفعل على تصريح الفنانة وجود عالمين مختلفين داخل مجتمع واحد فبينما رأى البعض أن كلمة “عادي” تحمل نظرة استعلاء.

وتقليل من شأن علامة تجارية تعتبر باهظة الثمن بالنسبة للكثيرين انشغل آخرون بالبحث عن سعر القرط الذي لا يتجاوز 1500 جنيه مصري.

هذا السعر الذي اعتبره البعض “غالياً جداً” رآه آخرون “رخيصاً بالنسبة لفنانة مشهورة” وهو ما كشف كيف أن الطبقة الاجتماعية تؤثر بشكل مباشر على نظرتنا وتقييمنا للأشياء.
“مصر” و”إيجبت” تحليل سوسيولوجي
يرى الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي أن هذه الواقعة تكشف عن انقسام اجتماعي حاد لدرجة يمكن معها وصف المجتمع المصري بأنه “شعبان” وليس شعباً واحداً.

وأوضح أن الفجوة الطبقية العميقة خلقت ما يمكن تسميته “مصر” و”إيجبت” حيث لا ترى الطبقات العليا الطبقات الدنيا والعكس صحيح.

ويتجسد هذا التناقض في كافة تفاصيل الحياة من الطعام والملبس إلى السكن والتعليم مما يخلق إحباطاً اجتماعياً متراكماً وغيرة طبقية تجد متنفساً لها في السخرية والنقد اللاذع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وهم المساواة وأزمة الوعي
من جانبه يحلل الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي ردود الفعل العنيفة بأنها تكشف عن مشكلة “وهم المساواة” لدى جمهور السوشيال ميديا.

ويوضح أن الكثيرين يتخيلون أنهم سواسية في الإمكانيات المادية متناسين الفروق الطبيعية بين الأفراد ويضيف أن غياب الوعي الإعلامي لدى الجمهور يجعلهم يأخذون الكلمات العفوية.

ويحللونها بشكل مفرط مما يزيد من إحباطهم ويحول إجابة عادية إلى أزمة مجتمعية تعكس حالة من غياب الوعي بكيفية التعامل مع الانفتاح الإعلامي.












0 تعليق