تواضروس , ترأس قداسة البابا الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمي، الذي يُعقد في مركز لوجوس بوادي النطرون. وأكد البابا أن الهدف الأساسي من المؤتمر ليس توحيد العقائد بين الكنائس، بل تعزيز المحبة والتفاهم بين جميع الكنائس حول العالم. واعتبر هذا الحدث العلمي فرصة لإظهار التاريخ العريق للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وإبراز دورها المستمر في وحدة العالم المسيحي.

1. البابا تواضروس يكشف هدف المؤتمر ومشاركوه
أوضح البابا أن مؤتمر لجنة الإيمان والنظام التابع لمجلس الكنائس العالمي، يُعقد لأول مرة في مصر ومنطقة إفريقيا الشرقية، ويعد السادس خلال مئة عام من انعقاد هذه الاجتماعات. وأضاف أن أعمال المؤتمر ستشهد مشاركة نحو 500 مشارك يمثلون 100 دولة، حيث تقسم فعاليات المؤتمر إلى مرحلتين رئيسيتين:
المرحلة الأولى: دراسية بدأت في 12 أكتوبر الجاري بمشاركة 150 شخصًا، وتتناول مواضيع عامة تتعلق بالإيمان والتاريخ الكنسي.
المرحلة الثانية: أكاديمية تبدأ الجمعة المقبل، بمشاركة 350 باحثًا يقدمون أوراقًا علمية حول “استعادة روح مجمع نيقية” من منظور كنسي معاصر.
وأكد البابا أن الهدف من المؤتمر هو علمي محض، وليس حوارًا لاهوتيًا رسميًا، مشددًا على أن القضايا العقائدية تُناقش فقط في الحوارات اللاهوتية المعتمدة بين الكنائس.

2. رمزية استضافة مصر للمؤتمر
أشار البابا تواضروس إلى أن اختيار مصر لاستضافة المؤتمر يحمل رمزية تاريخية ودينية عميقة، حيث شهدت مصر انعقاد مجمع نيقية الأول عام 325م، الذي ناقش بدعة آريوس على أرضها. وأضاف أن هذا الحدث تكريم للبابا ألكسندروس والبابا أثناسيوس الرسولي، اللذين قادا الكنيسة في مواجهة البدعة، مضيفًا أن استضافة المؤتمر تجمع " target="_blank"> الكنائس العالمية للاحتفال بالإيمان القويم.
كما تطرق البابا إلى أهمية القرارات النيقاوية، مثل حرمان آريوس ووضع قانون الإيمان النيقاوي الذي يُتلى في صلوات المسيحيين حتى اليوم، وكذلك دور بابا الإسكندرية في تحديد موعد عيد القيامة للمسيحيين حول العالم، مما يعكس الدور التاريخي والمحوري لكنيسة الإسكندرية في وحدة الكنيسة عبر العصور.

3. البابا تواضروس يكشف علاقة الكنيسة القبطية بالكنائس الأخرى
أكد البابا أن الكنيسة القبطية تسلك مسارين رئيسيين في تعاملها مع باقي الكنائس:
إقامة علاقات المحبة والتعاون المتبادل، والتي تُبنى على الاحترام والتفاهم بين الشعوب والكنائس.
الحوارات اللاهوتية الرسمية التي تُدار بإشراف المجمع المقدس، وتشمل الكنيسة الروسية والكاثوليكية والكنيسة البيزنطية بهدف فهم أعمق للتاريخ والعقيدة والتقاليد المسيحية.
وشدد البابا على أن الكنيسة القبطية تعتبر نفسها “كنيسة أم” ثابتة وراسخة، وأنها لا تسعى إلى وحدة شكلية بل إلى وحدة قائمة على المحبة والاحترام المتبادل. وختم حديثه بالتعبير عن سعادته باستضافة هذا المؤتمر التاريخي في دير القديس الأنبا بيشوي الذي يعود للقرن الرابع، مؤكدًا أن الحدث يمثل فرصة للتعريف بأصالة الكنيسة القبطية وتاريخها العريق أمام العالم.













0 تعليق