في مشهد يعيد رسم خريطة الطاقة في الشرق الأوسط، عادت مصر لتسطّر فصلًا جديدًا من نجاحها في مجال الغاز الطبيعي، بعد أعوام من التحديات والتراجع، فبين طموحات الاستكشاف وعودة ثقة المستثمرين، بدأت المؤشرات الاقتصادية تتبدل، لتعلن عن انطلاقة قوية تدعم طموح القاهرة في التحول إلى مركز إقليمي للطاقة.
إنتاج الغاز سجل خلال شهر أغسطس الماضي أول زيادة له منذ ثلاث سنوات
شهد قطاع الغاز الطبيعي في مصر انتعاشًا لافتًا بعد سنوات من الانخفاض، حيث أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي أن إنتاج الغاز سجل خلال شهر أغسطس الماضي أول زيادة له منذ ثلاث سنوات، مشيرًا إلى أن هذا التحول الإيجابي يعكس نجاح استراتيجية الدولة في تطوير القطاع وتنفيذ إصلاحات هيكلية أعادت الثقة إلى المستثمرين.
انطلاقة قوية تدعم طموح القاهرة في التحول إلى مركز إقليمي للطاقة
وأوضح بدوي خلال كلمته في الاجتماع الوزاري السابع والعشرين لمنتدى الدول المصدرة للغاز (GECF) المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة، أن مصر تمضي بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها في سوق الطاقة العالمية بفضل الإجراءات التحفيزية وتوسيع الشراكات مع كبرى شركات البترول العالمية.
وأشار إلى أن شركات مثل “إيني” الإيطالية و”بي بي” البريطانية و”شل” الهولندية و”توتال إنرجيز” الفرنسية، أعلنت عن خطط استثمارية ضخمة تمتد على مدار السنوات الخمس المقبلة، تستهدف استكشاف وتنمية موارد الغاز الطبيعي في عدد من المناطق الواعدة داخل مصر.
ولفت الوزير إلى أن حقل “ظهر”، الذي يعد من أكبر مشروعات الغاز في البلاد، يساهم بنحو 23% من إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي المحلي، مما يجعله أحد الركائز الأساسية في تلبية احتياجات السوق المصرية من الطاقة.
مصر تعمل على تطوير بنيتها التحتية الخاصة بالغاز الطبيعي المسال
وأضاف أن مصر تعمل على تطوير بنيتها التحتية الخاصة بالغاز الطبيعي المسال، عبر إضافة وحدات تخزين عائمة ومحطات لإعادة التغويز في كل من العين السخنة ودمياط، بهدف تعزيز قدرتها على تصدير الغاز وتوسيع شبكة الربط الإقليمي بين إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا.
وأكد بدوي أن هذه الجهود تتماشى مع أهداف منتدى الدول المصدرة للغاز في دعم التعاون الدولي وضمان أمن الطاقة العالمي، إلى جانب التزام مصر بتطبيق معايير الإنتاج المسؤول بيئيًا واستخدام التكنولوجيا المتقدمة بما يحقق الاستدامة ويحافظ على موارد الطاقة للأجيال القادمة.
نحو مستقبل طاقي مستدام
بهذه الخطوات الطموحة، تثبت مصر أنها لا تكتفي باستعادة زخمها في إنتاج الغاز، بل تسعى لتأمين موقعها كمحور استراتيجي للطاقة في المنطقة، جامعًا بين الكفاءة الاقتصادية، والالتزام البيئي، والرؤية المستقبلية.
0 تعليق