شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس، حالة من الاستقرار النسبي، وسط ترقب حذر في الأسواق المحلية والعالمية لبيانات التضخم الأمريكية، التي من المتوقع أن تؤثر بشكل مباشر على اتجاهات المعدن النفيس خلال الفترة المقبلة.
وسجل عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق المحلية – نحو 5570 جنيهًا للجرام، بينما بلغ عيار 24 نحو 6365 جنيهًا للجرام، في حين سجل عيار 18 حوالي 4774 جنيهًا، وبلغ عيار 14 نحو 3713 جنيهًا للجرام، بحسب أحدث تحديثات شاشات الصاغة.
أما سعر الجنيه الذهب فقد استقر عند مستوى 44,650 جنيهًا دون احتساب المصنعية أو الدمغة، وهو ما يعكس استقرارًا نسبيًا في أسعار المعدن الأصفر بالتوازي مع تحركات سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري.
ويرجع خبراء أسواق المعادن هذا الاستقرار إلى توازن قوى العرض والطلب محليًا، في ظل حالة الترقب الدولي لتقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI)، المقرر صدوره يوم الجمعة المقبل بعد تأجيله نتيجة الإغلاق الحكومي الجزئي في الولايات المتحدة.
ويُتوقع أن يُظهر التقرير استقرار معدل التضخم الأساسي عند مستوى 3.1% خلال سبتمبر، وهو ما قد يُعطي مؤشرات جديدة على توجهات السياسة النقدية الأمريكية خلال الشهور القادمة.
وعالميًا، حافظ الذهب على مكاسبه الأخيرة بعد أن أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أول خفض في أسعار الفائدة منذ بداية عام 2025، بمقدار 25 نقطة أساس، لتستقر في نطاق يتراوح بين 4% و4.25%، في خطوة تعكس توجهًا نحو التيسير النقدي عقب سلسلة اجتماعات متتالية أبقى خلالها الفيدرالي على الفائدة دون تغيير.
ويرى المحللون أن هذا القرار من شأنه أن يمنح أسعار الذهب دعمًا إضافيًا على المدى القصير، إذ يُضعف الدولار ويزيد من جاذبية المعدن كملاذ آمن في أوقات التقلبات الاقتصادية. ومع ذلك، فإن الأسواق ما زالت تترقب إشارات أكثر وضوحًا بشأن مستقبل الفائدة الأمريكية، ومدى استمرار الفيدرالي في سياسة الخفض خلال الربع الأخير من العام.
وفي السوق المحلية، يواصل تجار الذهب الإشارة إلى أن حركة البيع والشراء محدودة خلال الأيام الأخيرة، نتيجة تذبذب الأسعار وعدم وضوح الرؤية بشأن الاتجاه العالمي للمعدن النفيس، بالإضافة إلى تراجع القوة الشرائية لدى المواطنين في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة.
كما تشهد سوق الذهب المصرية حالة من الترقب مع اقتراب موسم رأس السنة والعطلات، والذي عادة ما يشهد زيادة في الطلب على المشغولات الذهبية، مما قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع في حال استمرار الدعم العالمي للمعدن الأصفر.
ويؤكد الخبراء أن اتجاه أسعار الذهب في مصر خلال الفترة المقبلة سيظل مرهونًا بعاملين رئيسيين: سعر الدولار المحلي من جهة، وتحركات الفيدرالي الأمريكي من جهة أخرى، إلى جانب تطورات الأسواق العالمية في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي.
0 تعليق