في مشهد اقتصادي تتداخل فيه التوقعات مع القرارات، تستيقظ مصر على أنفاس الأسواق العالمية التي تفرض إيقاعها على حياة المواطن اليومية، فكل تعديل في أسعار الوقود لا يمر مرور الكرام، بل يمتد أثره إلى عربات النقل، وأرفف المتاجر، وحتى جيوب المستهلكين.
ومع إعلان وزارة البترول اليوم تفاصيل المراجعة الدورية لأسعار البنزين والسولار، يتجدد الحديث حول معادلة دقيقة تجمع بين العدالة الاجتماعية واستقرار الاقتصاد الوطني.
أسعار البنزين والسولار اليوم الخميس
أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية عن الأسعار الجديدة للوقود في مصر، وذلك ضمن آلية التسعير التلقائي التي تعتمدها الدولة لمواكبة التغيرات في الأسواق العالمية.
وجاء القرار بعد مراجعة شاملة لعوامل مؤثرة أبرزها أسعار النفط العالمية وسعر صرف الجنيه مقابل الدولار، بهدف الحفاظ على توازن اقتصادي يراعي المواطن دون الإخلال باستدامة دعم الطاقة.
أسعار البنزين اليوم في مصر
وبحسب التسعيرة المحدثة التي بدأ تطبيقها اعتبارًا من الإثنين 20 أكتوبر 2025، ارتفع سعر لتر بنزين 95 إلى 21 جنيهًا، فيما سجل بنزين 92 سعر 19.25 جنيهًا، وهو الوقود الأكثر استخدامًا بين فئات السيارات المتوسطة، بينما بلغ سعر بنزين 80 17.75 جنيهًا للتر، ليظل الخيار الاقتصادي الأبرز للأسر محدودة الدخل وأصحاب السيارات القديمة.
أما فيما يخص السولار، الذي يمثل شريان قطاعي النقل والصناعة، فقد تم تحديد سعره عند 17.50 جنيهًا للتر، في خطوة تستهدف استقرار الأسواق ومنع أي اضطراب في تكاليف الإنتاج أو خدمات النقل العام.
استقرار السوق وتوفير بيئة اقتصادية مرنة
وأكدت وزارة البترول أن آلية التسعير التلقائي تهدف إلى تحقيق العدالة في توزيع الدعم وترشيد استهلاك الطاقة، مع ربط الأسعار المحلية بالتقلبات العالمية لتجنب الفجوات السعرية بين الداخل والخارج.
كما شددت على أن تلك السياسة تسهم في استقرار السوق وتوفير بيئة اقتصادية مرنة قادرة على استيعاب المتغيرات العالمية دون صدمات حادة.
عدم وجود نية لفرض زيادات مفاجئة خلال الفترة المقبلة
وتشير التوقعات الرسمية إلى أن الأسعار ستظل مستقرة حتى نهاية الربع الأخير من عام 2025، وسط تطمينات حكومية بعدم وجود نية لفرض زيادات مفاجئة خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي يعزز ثقة المواطنين والمستثمرين في سياسات الدولة لضبط السوق وتوازن الطاقة.
0 تعليق