شهد سهم شركة آي بي إم (IBM) هبوطاً حاداً بأكثر من 6.5% في تعاملات ما بعد الإغلاق أمس الأربعاء، وذلك رغم إعلان الشركة عن نتائج فصلية قوية تفوقت على توقعات المحللين، وهو ما أثار تساؤلات حول سبب تراجع السهم وسط أداء إيجابي واضح.
وأظهرت النتائج المالية للربع الثالث من عام 2025 أن أرباح آي بي إم التشغيلية بلغت 2.65 دولار للسهم الواحد، متجاوزة توقعات المحللين التي كانت عند 2.41 دولار. كما تجاوزت الإيرادات التقديرات لتصل إلى 16.33 مليار دولار مقابل توقعات عند 16.1 مليار دولار، ما يعكس قدرة الشركة على تحقيق أداء قوي عبر قطاعاتها المختلفة.
وأشار الرئيس التنفيذي للشركة ورئيس مجلس الإدارة، أرفيند كريشنا، إلى أن الشركة «سرّعت الأداء عبر جميع قطاعاتها وتجاوزت التوقعات في الإيرادات والأرباح والتدفقات النقدية». وأضاف أن اعتماد العملاء على حلول الذكاء الاصطناعي التي تقدمها الشركة يساهم في تعزيز الإنتاجية وتحقيق قيمة حقيقية للأعمال.
وسجل قطاع البرمجيات نمواً قوياً بنسبة 10% لتصل إيراداته إلى 7.2 مليار دولار، في حين ارتفعت إيرادات قطاع البنية التحتية بنسبة 17% لتصل إلى 3.6 مليار دولار، مدفوعة بزيادة كبيرة بلغت 61% في أنظمة «آي بي إم زد». بينما شهد قطاع الاستشارات نمواً متواضعاً نسبته 3% لتبلغ إيراداته 5.3 مليار دولار، وهو ما يعكس أداءً متوازنًا بين القطاعات المختلفة للشركة.
رغم هذا الأداء المتميز، أعرب المستثمرون عن قلقهم بشأن توقعات الشركة للعام الكامل. إذ تتوقع آي بي إم أن ينمو الإيراد السنوي بأكثر من 5% على أساس ثابت للعملات، وهو معدل أقل من نمو الربع الثالث الذي بلغ 7%. وعزّزت الشركة توقعاتها للتدفقات النقدية الحرة لتصل إلى نحو 14 مليار دولار بنهاية العام، ما يعكس قدرتها على الحفاظ على مستوى مرتفع من السيولة.
وأوضح المدير المالي، جيمس كافانا، أن «الابتكار الجديد، وتنوع المحفظة، والتنفيذ المنضبط» أسهمت جميعها في تسارع نمو الإيرادات والأرباح. وارتفع هامش الربح الإجمالي المعدل إلى 58.7%، بزيادة قدرها 1.2 نقطة مئوية مقارنة بالعام السابق. كما بلغت التدفقات النقدية من أنشطة التشغيل 3.1 مليار دولار، أعادت الشركة منها 1.6 مليار دولار إلى المساهمين على شكل توزيعات أرباح.
ويبرز قطاع الذكاء الاصطناعي كأحد أعمدة النمو الرئيسية لآي بي إم، حيث بلغ حجم أعمال الشركة في هذا المجال أكثر من 9.5 مليار دولار، مما يعزز مكانتها كلاعب رئيسي في سوق تقنيات الذكاء الاصطناعي عالمياً، ويعكس الطلب المتزايد على حلول الشركة في هذا القطاع الحيوي.
ويتضح من تراجع السهم أن المستثمرين أصبحوا أكثر حساسية لتوقعات النمو المستقبلي مقارنة بالنتائج الفعلية، وهو ما يعكس حذر الأسواق تجاه أي تباطؤ محتمل في الإيرادات رغم الأداء القوي للربع الحالي.
0 تعليق