خطورة الاحتباس الحراري تتزايد وتهدد بفناء الشعاب المرجانية (تقرير) - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تجاوز الاحتباس الحراري عتبات خطيرة، ما يهدد بانقراض شبه نهائي للشعاب المرجانية وبتعريض الأحياء البحرية لمخاطر كبيرة.

وتخطّى ارتفاع درجات الحرارة هذه العتبات الخطيرة بأسرع مما كان متوقعًا، ما يُمثّل ما يصفه العلماء بأول "نقطة تحول" في انهيار النظام البيئي الناجم عن تغير المناخ.

جاء التحذير في تقرير "نقاط التحول العالمية" الذي أعدّه 160 باحثًا، ويجمع بين أحدث التطورات العلمية لتقدير نقاط اللاعودة، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

يأتي ذلك قبل انعقاد قمة المناخ كوب 30 هذا العام، وهي الاجتماع السنوي للدول لمكافحة تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، على أطراف غابات الأمازون المطيرة في البرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

نظام الغابات المطيرة

أشار التقرير إلى أن نظام الغابات المطيرة معرَّض لخطر الانهيار بمجرد أن يتجاوز معدل الاحتباس الحراري ​​درجة 1.5 درجة مئوية فقط، بناءً على معدلات إزالة الغابات، مع تخفيض تقديرات الحدّ الأقصى لغابات الأمازون.

ومن الأمور المثيرة للقلق، في حال استمرار ارتفاع درجات الحرارة، خطر تعطُّل التيار المحيطي الرئيس المعروف باسم الدورة الانقلابية المحيطية الأطلسية، الذي يُسهم بضمان فصول شتاء معتدلة في شمال أوروبا.

جانب من إزالة غابات الأمازون
جانب من إزالة غابات الأمازون – الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية

وصرّح عالم البيئة بجامعة إكستر في المملكة المتحدة، المؤلف الرئيس للتقرير، تيم لينتون: "يحدث التغيير بسرعة الآن، وللأسف، في أجزاء من المناخ، أي في المحيط الحيوي".

ولاحظ لينتون وجود مؤشرات إيجابية فيما يتعلق بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، المسؤول الرئيس عن تغير المناخ والاحتباس الحراري.

في هذا العام، ولأول مرة، أسهمت مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء أكثر من الفحم، وفقًا لبيانات من مركز الأبحاث غير الربحي "إمبر".

وقال لينتون: "لا أحد يريد أن يُصاب بالصدمة ويُحرم من التمكين،" مضيفًا: "ما يزال لدينا بعض القدرة على التصرف".

خفض انبعاثات الكربون المسببة للاحتباس الحراري

ناشد العلماء الدول المشاركة في قمة المناخ كوب 30 العمل على خفض انبعاثات الكربون المسببة للاحتباس الحراري.

وفوجئ العلماء بسرعة التغيرات التي تطرأ على الطبيعة، حيث ارتفع متوسط ​​درجات الحرارة العالمية بالفعل بمقدار 1.3 إلى 1.4 درجة مئوية فوق متوسط ​​ما قبل الثورة الصناعية، وفقًا لبيانات وكالات العلوم التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وكان العامان الماضيان الأكثر دفئًا على الإطلاق على كوكب الأرض، حيث تسببت موجات الحر البحرية في إجهاد 84% من الشعاب المرجانية في العالم لدرجة التبييض، وفي بعض الحالات، الموت.

تجدر الإشارة إلى أن الشعاب المرجانية تدعم نحو ربع الأحياء البحرية.

وأشار العلماء إلى أن تعافي الشعاب المرجانية يتطلب من العالم تكثيف العمل المناخي لخفض درجات الحرارة إلى درجة واحدة فقط فوق متوسط ​​ما قبل الثورة الصناعية.

وقال كبير العلماء لدى مركز علوم المناخ التابع لمنظمة البحوث العلمية والصناعية الأسترالية (CSIRO)، بيب كاناديل: "يوضح التقرير الجديد أن هناك زيادة في نطاق وحجم الآثار السلبية لتغير المناخ سنويًا".

وتوقّع كاناديل "أن يشهد العالم ارتفاعًا في درجات الحرارة بنحو 3.1 درجة مئوية في هذا القرن، وذلك استنادًا إلى السياسات الوطنية بشأن مكافحة الاحتباس الحراري".

ابيضاض الشعاب المرجانية بولاية ألاغواس في البرازيل
ابيضاض الشعاب المرجانية بولاية ألاغواس في البرازيل – الصورة من رويترز

تهديد الغطاء الجليدي

صرّح عالم البيئة بجامعة إكستر في المملكة المتحدة، المؤلف الرئيس للتقرير، تيم لينتون، بأن أجزاء من الغطاء الجليدي في غرب المنطقة القطبية الجنوبية وفي غرينلاند "تبدو قريبةً بشكل خطير" من نقطة تحولها.

وأشار إلى أن فقدان الجليد الذي ما يزال ملتصقًا باليابسة، بمعدل متسارع، يؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر.

وقال لينتون: "سنتجاوز 1.5 درجة مئوية من الاحتباس الحراري بحلول عام 2030 تقريبًا وفقًا للتوقعات الحالية"، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف: "هذا يضع العالم في منطقة خطر أكبر من تصاعد خطر المزيد من نقاط التحول المدمرة".

وأوضح أن "منطقة الأمازون، التي تعاني من ضغوط أزمة المناخ وإزالة الغابات، تُعدّ أقرب مما كان يُعتقد سابقًا للوصول إلى نقطة تحول".

وفي الوقت نفسه، يُقدّم التقرير بعض الأمل، إذ يُشير إلى احتمال وجود "نقاط تحوّل إيجابية" في المجتمع -حسبما هو الحال مع اعتماد السيارات الكهربائية- قد تُسهم في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بسرعة.

وأوضح لينتون أن "السباق مُستمرّ للدفع بهذه النقاط الإيجابية قُدُمًا لتجنُّب ما نحن على يقينٍ منه الآن من عواقب وخيمة لنقاط تحوّل إضافية في نظام كوكب الأرض".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. "المناخ العالمي يتجاوز نقاط تحول أكثر خطورة"، من منصة "رينيو إيكونومي"
  2. تقرير من صحيفة الغارديان البريطانية
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق