تتجه صادرات النفط السعودي إلى الصين نحو تسجيل قفزة كبيرة خلال يناير/كانون الثاني المقبل، بدعم من زيادة الطلب في أكبر مستورد للخام في العالم.
ومن المقرر أن ترتفع صادرات النفط الخام السعودية إلى الصين، لأعلى مستوى في 3 أشهر في يناير/كانون الثاني، بدعم من تخفيضات أرامكو وحالة من عدم اليقين بشأن الإمدادات الإيرانية.
وكشفت بيانات، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، عن أن صادرات النفط السعودي إلى الصين خلال يناير/كانون الثاني المقبل ستصل إلى 46 مليون برميل، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول، وارتفاعًا من 36.5 مليون برميل في ديسمبر/كانون الأول.
ومن المقرر أن تشتري شركتا سينوبك وبتروتشاينا الحكوميتان الصينيتان المزيد من النفط السعودي في يناير/كانون الثاني، كما ستُزيد شركتا التكرير غير الحكوميتين رونغشينغ للبتروكيماويات وشنغهونغ للبتروكيماويات الاستيراد.
الطلب الصيني على النفط السعودي
ارتفع الطلب الصيني على النفط السعودي بعد أن خفّضت أرامكو أسعار البيع الرسمية إلى آسيا لشهرين متتاليين.
وأعلنت عملاقة النفط السعودية، يوم الأحد، خفض سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف الرائد إلى آسيا بمقدار 80 سنتًا للبرميل في يناير/كانون الثاني عند أدنى مستوى في 4 سنوات.
وكشفت وثيقة تسعير -حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة- عن خفض أسعار شحنات الخام العربي الخفيف إلى آسيا خلال يناير/كانون الثاني إلى 0.90 دولارًا فوق مؤشر سلطنة عمان/دبي.
وكانت أرامكو قد أعلنت، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، خفض أسعار بيع الخام العربي الخفيف إلى عملائها في آسيا خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، بمقدار 0.50 سنتًا إلى 1.70 دولارًا فوق مؤشر سلطنة عمان/دبي.
وتبيع أرامكو نحو 80% من النفط السعودي الذي تنتجه إلى آسيا، لتصبح دول القارة أكبر أسواقها على الإطلاق، والمتلقية الكبرى لمنتجاتها، إذ تحرص الشركة العملاقة على أن تصبح الأسعار ترجمة لحال السوق العالمية، وفق المتابعات اللحظية لحركة السوق من جانب منصة الطاقة المتخصصة.
إمدادات النفط الإيراني
تأتي زيادة الشحنات السعودية في أعقاب تقلص إمدادات النفط الإيراني، وهو ما دفع بعض المصافي المستقلة في الصين إلى البحث عن المزيد من الشحنات غير الإيرانية من الشرق الأوسط.
وتراجعت إمدادات النفط الإيراني إلى الصين منذ أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى إلى تقليص التخفيضات على النفط الخاضع للعقوبات إلى أدنى مستوياتها في نحو 5 سنوات، مما دفع بعض المصافي المستقلة إلى التحول مرة أخرى نحو نفط الشرق الأوسط غير الإيراني الأكثر تكلفة، على الرغم من معاناتها مع هوامش الربح الضعيفة.
ويأتي التباطؤ في إمدادات النفط الإيراني قبل توقعات بأن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سيعزز تطبيق العقوبات على طهران عندما يعود إلى منصبه في يناير/كانون الثاني، ويضغط بشكل أكبر على صادرات النفط الإيرانية، التي تمثّل أكثر من 10% من مشتريات النفط الخام من قبل الصين، أكبر مشترٍ للنفط في العالم.
واردات الصين من النفط
سجلت واردات الصين من النفط الخام قفزة خلال نوفمبر/تشرين الثاني، لتسجل أول نمو على أساس سنوي منذ 7 أشهر، مدفوعة بانخفاض أسعار إمدادات الشرق الأوسط وإضافات إلى المخزون الوطني.
وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك أن أكبر مشترٍ للنفط الخام في العالم استورد 48.52 مليون طن متري الشهر الماضي، بزيادة 14.3% من 42.45 مليون طن قبل عام، أو ما يعادل نحو 11.81 مليون برميل يوميًا.
وكان متوسط واردات الصين من النفط يوميًا هو الأعلى منذ أغسطس/آب 2023، وارتفاعًا من قاعدة منخفضة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 عند 10.33 مليون برميل يوميًا.
وعلى الرغم من انتعاش إمدادات نوفمبر/تشرين الثاني، فإن واردات الصين من النفط منذ بداية العام حتى الآن أقل بنسبة 1.9%، مما قد يشير إلى انخفاض لعام 2024 بأكمله، إذ سيمثّل الانخفاض التراجع السنوي الثالث في السنوات الـ5 الماضية، بعد الانخفاضات الناجمة عن الوباء في عامي 2021 و2022.
واشترت شركات التكرير في نوفمبر/تشرين الثاني المزيد من النفط من السعودية والعراق، بعد تخفيضات حادّة في أسعار البيع الرسمية، مما عوّض بعض الانخفاض في واردات النفط الإيراني، بسبب انخفاض التحميلات في أكتوبر/تشرين الأول.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: